صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 9

الموضوع: [منقول]من أجل بطونهم .. يثأرون؟!!

  1. #1
    عضو جديد الصورة الرمزية نواف النجيدي
    تاريخ التسجيل
    18 - 10 - 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    17,654
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    715

    افتراضي [منقول]من أجل بطونهم .. يثأرون؟!!

    من أجل بطونهم .. يثأرون؟!!


    قال وهب بن منبه:
    "كسي أهل النار والعري كان خيرا لهم، وطعموا والجوع كان خيرا لهم، وأعطوا الحياة والموت كان خيرا لهم".. .......... ..... ( البداية والنهاية 5/9/276)
    اللباس الفاخر والطعام والحياة: كل هذه يتمناها الإنسان، لأنها من السعادة

    فأهل النار يلبسون، لكن ثيابا من نار، وسرابيل من قطران{فالذ ين كفروا قطعت لهم ثياب من نار}، {سرابيلهم من قطران


    - وهم يشبعون، لكن من الزقوم، ذلك الطعام المر مرارة لاتطاق، لو نزلت منه قطرة إلى الأرض لأفسدت طعام الناس:{ إن شجرة الزقوم طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم { فإنهم لآكلون منها فمالؤون منها البطون}

    وهم يشربون، لكن شرابهم الحميم، يصهر ما في بطونهم والجلود، وتقطع أمعاءهم، وتشوي وجوههم: { يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود}..
    {وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم}

    - والكفار يحيون حياة أبدية لايعقبها موت، لكنها في الجحيم: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون، لايقضى عليهم فيموتوا ولايخفف عنهم من عذابها}..

    فهل أغنى عنهم ما هم فيه من الحياة والطعام والكساء؟..
    وهل كان سبببا في سعادتهم؟..
    ودوا لولم يلبسوا، ولم يأكلوا، ولم يحيوا، فهذه حقيقة أهل النار في الآخرة..

    وهناك حقيقة تماثلها في الدنيا:
    فالبؤس ليس مقصورا على أهل النار، بل من أهل الدنيا من الفقر خير له، قال الله تعالى عن المنافقين: { فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون
    فما نفعهم مالهم ولا أولادهم، لم يكن سببا لسعادتهم، بل في عذابهم وإزهاق أنفسهم

    يلبس الإنسان، لكن بفخر وخيلاء، أو بمال حرام وتلبس المرأة لكن الفاتن المفتن فهل هذا خير؟ ويأكل الطعام، لكن من حرام، حصله من حرام، فهل هذا خير؟ ويحيا في الرذيلة، ويسير مجرما، مقتحما أسوار المحرمات، فهل هذا خير هذا خير؟

    ليس الإنعام بالمال والحياة الناعمة دليل على أن الله أراد الخير بمن أنعم عليهم بذاك، فضلا أن يكون دليلا على رضاه عنهم، هذه القاعدة نؤكد عليها مرارا، ويجب أن نفهمها جيدا، فبعض الناس يصر على الاعتقاد بأن الإنعام بالمال دليل الخير والرضا، وذلك باطل، بدليل قوله تعالى: - { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا}، أي ليس من أنعمت عليه بالمال فقد أكرمته، ولا كل من حرمته المال فقد أهنته..
    ودليل أوضح على ذلك:
    - { وما أموالكم ولا أولادكم باللتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون}.
    فدليل الخير والرضا هو الدين، فمن رزق الدين فقد نال الخير، ولو حرم كل شيء، ومن حرمه فقد حرم الخير، ولو نال كل شيء..
    إذا عرفنا كل هذا فيجب علينا أن نحفظ القاعدة الآتية المفسرة لكل ما سبق: " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب"..
    وعلى هذه القاعدة يجب أن نبني حياتنا، فنجعل رضانا وسخطنا تبع لديننا، نرضى ونفرح إذا سلم لنا ديننا، وعز، وارتفع شأنه، ونسخط ونحزن إذا حورب، وغيّر، وبدل، وأفسد..

    وحتى ندرك حقيقة حالنا جيدا لنتأمل واقعنا" نجد أنا نسير عكس هذه القاعدة، فكثير يغضبون ويسخطون، وإذا نظرت وجدت السبب الدنيا لا الدين، فغضبهم وسخطهم لأجل قلة رزقهم وضيق معاشهم، فغضبهم لأجل دنياهم، لا لأجل دينهم ؟؟!!!..

    وهؤلاء لا يبذلون عشر هذا السخط والغضب لأجل دين الأمة، وأخلاقها، إذا ما انتهكت وأفسدت، فقد استنفذوا غضبهم كله لأجل دنياهم، فما تركوا شيئا لأجل دينهم، وهؤلاء لم يفهموا حقيقة الحياة ولا حقيقة الدين، ولم يفهموا القاعدة الآنفة، التي هي من البديهيات، والتي يحرص الشرع على ترسيخها في كل مناسبة أو حديث، أو أنهم فهموها، لكنهم تغافلوا عنها، والتمسوا التأويلات والمخارج لأنفسهم، اتباعا لشهواتهم العاجلة..

    إن رأس مال المؤمن في الدنيا دينه، يحزن ويفرح لأجله، يغضب ويثأر لأجله، هكذا ينبغي أن يكون، أما الحزن والفرح والغضب لأجل البطون فحسب، فهذا ليس حال الإنسان السوي المكرم فضلا أن يكون حال المؤمن، بل هو حال البهائم التي تغضب وتثأر لأجل بطونها.

    إن الذي يغضب ويرضى لأجل دينه يحفظ دينه ودنياه، قال الله تعالى: - { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين

    آتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة لما غضبوا لدينهم، فجاهدوا وقاتلوا في سبيل الله، فكان هذا جزاؤه ذاك..
    لكن الذي يغضب ويرضى لأجل دنياه يضيع دينه ودنياه، قال تعالى: - { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}.
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط الناس عليه، ومن أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه)، قال بعضهم:
    نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
    إن التعلق بالمال وحبه حمل كثيرا على قلب الحقائق وتبديلها، وإقناع أنفسهم بأن الإنعام بالمال دليل الرضا والمحبة من الله لعبده، ولو وقف الإنسان وقفة صدق مع نفسه، لعلم أن النعمة ليست في المال، إذ كم من أناس يملكون المال، لكن لايملكون السعادة، بل الشقاوة، وإن في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاسة على من صار عبدا للمال لعبرة لمن اعتبر: - ( تعس عبد الدرهم، تعس عبدالدينار ، تعس عبدالخميصة ، تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش)...

    فحب المال والتعلق به يدمر الدين، والشاهد على هذا حاضر:
    - كم من إنسان ضيع الصلاة لأجل المال؟..
    - وكم من إنسان ضيع الحلال بسبب المال؟..
    - وكم من إنسان ضيع العرض حبا في المال؟..
    - وكم من إنسان رق دينه، والسبب المال؟..

    أمور كثيرة ضاعت، وأمور كثير فسدت، وبلايا كثيرة وقعت فيها في الأنفس والأزواج والأولاد والبنات، كل ذلك لأجل المال، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( مالفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط لكم الدنيا، كما بسطت لمن كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)..
    لم كان إذن رسول الله يقدم الفقر على الغنى، وقد عرضت عليه خزائن الذهب والفضة، فأبى ورضي بالعيش على الحصير ولايوقد في بيته نار؟..

    ليبين لنا:
    أن الأصل هو الدين لا الدنيا.
    إن من القواعد المجربة:
    أن من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه..
    وبما أن الآخرة هي الباقية، والدنيا فانية، فالعقل يوجب أن نحب ونقدم الباقي على الفاني، لو كان في ذلك ضرر علينا في دنيانا..

    سمع رجل بشجرة تعبد، فخرج إليها حاملا فأسا يريد طمسها، فاعترضه الشيطان وحاول منعه، فاصطرعا، فصرعه، حتى صار الشيطان تحته، فلما أيس منه قال له:
    لم أنت عجل على قطع هذه الشجرة؟، اذهب إلى بيتك، ستجد تحت وسادتك دينارا، فخذه، فإذا صار من الغد أتيت وقطعت الشجرة..
    فقال الرجل في نفسه: آخذ الدينار ثم أقطع الشجرة..
    فلما أصبح وجد الدينار تحت وسادته، ومضت عدة أيام، كلما قام من الصباح وجد تحت الوسادة دينارا، حتى كان ذات صباح لم يجد الدينار، فخرج غاضبا حاملا فأسا يريد قطع الشجرة، فاعترضه الشيطان، فاصطرعا، فصرعه الشيطان، فعجب الرجل لذلك، فقال الشيطان: غلبتني يوم كان غضبك لله، وغلبتك يوم كان غضبك للدينا


    ر.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,569
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    874

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أهلاً بك أخي الفاضل

    بداية و إنطلاقة مشرقة و نقل مفيد و إختيار موفق ..

    نفع الله بك

    و ننتظرك دائماً
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية محمود الجذلي
    تاريخ التسجيل
    17 - 4 - 2004
    الدولة
    .. قلبـــ ـهـ ــــا ..
    المشاركات
    17,279
    معدل تقييم المستوى
    766

    افتراضي

    الزاد..

    اهلا ..وسهلا ..وحللت مرحبــ,,ـــــاً ..

    سرني ما قرأتة هنا ..فلك خالص شكري ..نتتظر المزيد منكــ,,..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
    كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
    ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
    طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية أبو أسامه
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    المشاركات
    7,934
    معدل تقييم المستوى
    846

    افتراضي

    الزاد


    يعطيك العافيه

    موضوع اكثر من رائع يسلم يمينك.
    اللهم عليك ببشار واعوااانه االكلااااااب
    اللهم لاترفع لهم رايه واجعلهم لمن خلفهم عبرة وايه وفرق بين كلمتهم وفرق وبينه وبين جنوووده
    اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم و اجعل الدائرة عليهم اللهم اجعل بأسهم بينهم و اقذف بينهم العداوة و البغضاء
    و سلط عليهم شرارهم و دمرهم بأيديهم و ارمهم ببعهم و اجعل نارهم تحرقهم اللهم إنا نشكوهم إليك يا جبار
    عجل لنا نصرك و فتحك المبين

  5. #5
    عضو جديد الصورة الرمزية نواف النجيدي
    تاريخ التسجيل
    18 - 10 - 2005
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    17,654
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    715

    افتراضي

    أشكركم أخوتي الأفاضل على المرور ولقد سرني ان أكون معكم في المنتدى بلي

  6. #6
    عضو جديد الصورة الرمزية ابن سليمان
    تاريخ التسجيل
    3 - 8 - 2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    675
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي

    الزاد

    موضوع رائع يعطيك العافيه
    حنا بلي امجادنا ترفع الراس يشهد لنا التاريخ واهل الجزيره
    ورجالنا اللي من مغاوير الارماس وياما غدوا للناس خير الذخيره

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا