ليست كل طفولة محبذه عند إنسانها ليحبذ إعادتها هناك طفولة يتمنى أن ينتزعها من داخله بكل تفاصيلها وماض لا يتمنى الرجوع إليه وبوّده لو أن بإستطاعته أن يمسح التاريخ ! ويجغرف له طفولة نقيه من كل الشوائب كطفولتي التي أتمنى أن تشطب من الذاكرة وأن أنتزعها من جذورها ومن ثمَ أقول بتغسيلها وتكفينها ودفنها في أقرب مقبرة للنسيان الأبدي , كم شعرتُ بالغربة من خلالها والخوف الى درجة أنني جبانه الآن , لم يسعفني أحد ولم ينتبه لي أحد فقد كنتُ اُجيد المراوغة
كي أضل أطوّل فترة ممكنه وحيده بلا صديقات , حتى دفتر الذكريات لم احمله في حياتي ولم أكتب لأحد حتى على جدار ذاكرتي كانت عبارة :" حتى وأن كتبت وشطبت فلربما تعيش ولن تموت حتى تموت وتبقى وتكبر حتى يأتي من يستطيع أن يترجم هذه النقوش عبر فلم وثائقي في قناة الجزيرة , ترعبني الوحدة ! فـ أنا في النهاية فتاة , لكنها أرحم بكثير من أن أستطعم مرارة الجُبن أمام الكم الهائل من العابرين من الناس في الذاكرة , أشعر بالجُبن حتى الآن , حتى وأنا وحيدة بين هذه الجدران
وجدار الذاكرة , أعترف بأنني كنتُ أتمنى أن أكون ممسوخة المعالم من خلال هذه الكتابة التي أطّل بها من على شرفة المنتدى على رصيف طفولتي الممتد حتى الآن ولكني لم أستطع كبح قلمي عن شطب ما تبقى من الذاكرة على هذا الرصيف ,,,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ