من قصص "أحمد شوقي"..؟؟

في الأدب العربي وفي اغلب لغات العالم نسجت
حول «الحمار» والحيوانات مداعبات كثيرة ونكات، بل وشتائم.

ومن هذه المداعبات قصة "الحمار في السفينة":
سقط الحمارُ من السفينة في الدُجي فبـــكي الرفاق لفقده، وترحمَّوُا.
حتي إذا طلـــع النهار أتت به نحـــو السفينــــة مـــــــــــــــوجة تتقدّمُ.
قالت: خــذُوهُ كما أتاني سالماً لم أبتلعـــــــهُ، لأنــــه لا يُهضــــــــــم..

واستخدام "طرافة السخرية" شائع في هذه القصص
كما يبدو جلياً في قصيدة«الأسد والثعلب والعِجل"،
ومطلعها:
نظـــر الليث إلی عجـــلٍ سمين كـــان بالقــرب علی غيط أمين.
فاشتهت من لحمه نفسُ الرئيس وكــذا الأنفس يُصيبها النفيس.
قــال للثعلب : يــــا ذالاحتيال رأسك المحبوب أوذاك الغــــــزال.
فــدعا بالسعـــد والعُمر الطويل ومضي في الحال للأمر الجليل.

كما يسخر "شوقي" من المغرورين- مشبهاً إياهم برمزهم العتيق "الطاووس".
فقد جاء يوماً إلى "سليمان" عليه السلام، فقام أمامه يعرض لجمال ريشه،
يظهره طوراً، ويخفيه أحياناً.

ولم يتردد في أن يعلن بأنه استوفى آيات الحسن "سلطان جميع الطيور"..
شكلاً، ولوناً وبهاءً ورشاقة.
فلماذا لا يوهب أيضاً حُسن الصوت وطلاوته؟!.

فحسن الصوت قد أمسى‏ نصيبي منه حرمانا‏.
فيمـــــا تّيمت أفئدة‏ ولا أســـــــــــــكرت آذانا.
وهذي الطير أحقرها‏ يزيد الصب أشجانــــــا‏.
وتهتز الملوك له‏ إذا ما هـــز عيدانــــــــــــا‏؟.

فماذا قال له النبي سليـــمان؟‏.
لقد ذكره ـ بحكمة الله تعالي في خلقه، وليس له أن يغترَ أو يتكبر:‏

فقال له سُليــــــمان لقد كان الذي كانا.
تعالت حكمة الباري وجلّ صنيعه شانا.
لقد صغرت يا مغرور نُعمي الله كفرانا
ومُلك الطير لم تحفل به، كبراً وطغيانا.
فلو أصبحت ذا صوت لما كلمت إنسانا.

وهاهو الهدهد يعتذر عن "خرس ألمّ بالبلابل"،
لأن "بوم الشئوم رباها:
أنبئت أن سليمان الزمان ومن أصبى الطيور، فناجته، وناجاهـــا
أعطى بلابله يوماً –يؤدبها لحرمة عنده- للبوم يرعاهـــــــــــــــا
واشتاق يوماً من الأيام رؤيتها فأقبلت وهي أعصى الطير أفواها
أصابهـــا العي، حتى لا اقتدار لها بأن تثبت نبي الله شكواهـــــــا
فنال سيـــــــدها من دائها غضب وود لو أنه بالذبح داواهـــــــــا

فجاءه الهدهـــــد المعهود معتذراً عنها، يقول لمولاه ومولاهـــا:
بلابل الله لم تخرس، ولا ولدت خرساً، ولكن بوم الشئوم رباهــا..
ولكم تحيات
ماجد البلوي