لك الحمد... والأحلام ضاحكـةُ الثغـرِ=لـك الحمـد... والأيـامُ داميـةُ الظفـرِ
لك الحمد... والأفراح ترقصُ في دمـي=لك الحمد... والأتراح تعصف في صدري
لك الحمد... لا أوفيك حمداً.. وإن طغى=زماني... وإن لَجّت لياليـهِ فـي الغـدرِ
قصدتـك، يـا ربّـاه، والأفـقُ أغـبـرٌ=وفوقـيَ مـن بلـوايَ قاصمـة الظهـرِ
قصدتـك، يـا ربّـاه، والعمـرُ روضـةٌ=مُروَّعـة الأطيـار، واجمـة الـزهـرِ
أجــرُّ مــن الآلام مــا لا يطيـقـه=سـوى مؤمـنٍ يعلـو بأجنحـة الصبـرِ
وأكتم فـي الأضـلاع مـا لـو نشرتـه=تعجّبتِ الأوجـاع منـي.. ومـن سـرّي
ويشمت بي حتّى علـى المـوت طغمـةٌ=غدت في زمان المكر أسطـورة المكـرِ
ويرتجـزُ الأعــداءُ هــذا برمـحـه=وهـذا بسيـفٍ حـدّهُ نـاقـعُ الحـبـرِ
لحا الله قوماً صـوّروا شرعـة الهـدى=أذانـاً ببغضـاء.. وحجّـاً إلـى الشـرِّ
يـعـادون ربّ العالمـيـن بفعـلـهـم=وأقوالهـم ترمـي المُصلّيـنَ بالكـفـرِ
يهـدّدنـي دجّالـهـم مــن جـحـوره=ولـم يـدر أن الفـأر يـزأر كالـفـأرِ
جبـان يحـضّ الغافليـن علـى الـردى=ويجري إلى أقصى الكهوف مـن الذعـر
وما خفت والآساد تـزأر فـي الشـرى=فكيف بخوفي مـن رويبضـة الجحـر؟
ولم أخشَ، يا ربّـاه، موتـاً يحيـط بـي=ولكنني أخشـى حسابـك فـي الحشـرِ
ومـا حدثتـنـي بالـفـرار عزيمـتـي=وكـم حدثتنـي بالفـرار مـن الــوِزرِ
إليك، عظيـم العفـو، أشكـو مواجعـي=بدمع على مـرأى الخلائـق لا يجـري
ترحّـل إخوانـي.. فأصبحـت بعـدهـم=غريباً.. يتيـم الـروح والقلـب والفكـرِ
لك الحمد... والأحباب في كـل سامـرٍ=لك الحمد... والأحباب في وحشةِ القبـرِ
وأشكـرُ إذ تعطـي، بمـا أنـت أهلـه=وتأخـذ مـا تعطـي، فأرتـاحُ للشكـرِ

شعر / غازي القصيبي