أسعد الله أوقاتكم بكل الخير


بالأمس طالعت خبراً عبر برنامج العربية " السلطة الرابعة" في إحدى الصحف مفاده أن
عدد أصحاب الملايين في السعودية يبلغ 80 ألفاً ، وفي الامارات 59 ألفاً .... وأفترض
أنا أنهم مع باقي دول الخليج سيصلون إلى ربع مليون مليونير ....

وكلمة مليونير هنا تنطبق على كل من يملك مليون بالعملة المحلية لبلده أو أعلى ...

وتسائلت لحظة سماعي هذا الخبر .... أين هؤلاء من أبناء الشعب الفلسطيني ... أين هم من الناس الجوعى... أين هم من الآباء الذين لا يجدون ثمن الحليب لأطفالهم .. والمرضى الذين لا يجدون الدواء ... أين هم من الأسر التي لا تجد كفاف يومها ..

لقد بلغ الفقر في فلسطين هذه الأيام مبلغاً كبيراً، وحالة غير مسبوقة ... لدرجة ان هناك عائلات لا تملك فعلاً ثمن الطعام ... فالجوع يقف ببابها بأيام وليالي ... وأنا أتجول حولى هنا في فلسطين أرى كل هذا ... وأتسائل ... لماذا لا يساهم هؤلاء بسد بعضاً من كفاف أبناء هذا الشعب الصامد المرابط .... لو كل مليونير من هؤلاء تبنى عائلة فلسطينية وأرسل لها عبر موظفيه مبلغاً شهريا لا يتعدى 300 دولار ، لن ينقص من ماله شيء، هذا المبلغ سيسهم في سد جوع كثير من العائلات هنا في فلسطين، وبارساله مباشرة للعائلة ضمانة لألا يتعرض للسرقة من هنا او هناك ..

ثم بذلك فإنه يقوم بواجب ديني وقومي وإنساني تجاه أبناء فلسطين، ويريح ضميره، و الله تعالى سيبارك له في ماله وعياله ، لأن جزاء لإحسان الإحسان...

أعلم أن في أمتنا خيراً كثيراً ، وأعلم أن هناك الكثيرين من أصحاب الملايين ومن غيرهم ممن حالتهم متوسطة ، مستعدون للبذل والعطاء لكنهم يتحفظون، إما لأنهم لا يعرفون الطريقة المناسبة، وإما خوفاً من أن تتعرض مساهماتهم للسرقة والنهب، وإما لأسباب أخرى نجهلها ...

لكن المسألة هنا بسيطة جداً، فلو تم ترشيح عدد من العائلات الفقيرة جداً لهؤلاء الناس ليتم التعامل معهم مباشرة ربما يحثهم ذلك على المساهمة....

لا أعلم متى يستمر هذا الحال العاصف يلقمة عيش الناس هنا ... التي فقدوها وفقدوا كل مقومات البقاء ولو إستمر الحال هكذا لا أعلم ما الذي سيحصل في المستقبل ....

وليعلم كل مسلم مقتدر أن الله لن يسأله عن حجم ثروته وماله، بل عن كيفية جمعه وكيفية إنفاقه ...
وليعلم كل من يلقي بالطعام" الزائد" أن هناك أطفالا في فلسطين لا يجدون الطعام، وهم يشتمون
رائحة الموت كل يوم .. ربما لو تعرضت نانسي عجرم أو هيفاء وهبي لصدمة إقتصادية لوجدنا الكثيرين من كرماء الأمة وشهمائها يعرضون مساعداتهم السخية ويودون التعامل بطريقة مباشرة دون وسيط ، وقد حدث هذا من البعض فعلاً فهناك من أمهر هيفاء وهبي 35 مليون دولار، وأخر دفع مليون ونصف لإحدى العاهرات مقابل أن تجلس على طاولته.. فوجهت له صفعة تليق به كفاقد للكرامة والنخوة التي حاول ان يوظفها في غير محلها ..


هذه دعوة أوجهها لكل مقتدر.... صاحب نخوة وشهامة، هناك أناس من ابناء أمتكم بحاجة لكم ولمساهماتكم مهما كانت بسيطة .... هناك من يعرض أجزاء من جسمه للبيع ليقي أبنائه شر الفاقة والجوع ....فلا تخيبوا ظنهم بكم ، وساهموا بما تجود به النفس ....

فهناك عدة طرق للمساهمة المضمونة الوصول إلى مستحقيها ... ومن يرغب بجدية لن يعدم الوسيلة