تفاصيل فترة خفية من حياة صدام حسين في القاهرة
عنيف وعصبي ومشاغب وقلق لا يرتاح في مكان واحد
يشرب القهوة ويأكل الكباب .. ولا يدفع الحساب


: شغل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين العالم أجمع أثناء فترة حكمه منذ عام 1979 وما تخللها من حربه ضد إيران واحتلاله للكويت .. وحتى اعتقاله حاليا.. وهذه الفترة والأحداث معروفة للجميع سواء على مستوى الدول العربية أو الأجنبية.

لكن ما هو غير معروف للكثيرين فى العالم هي الفترة التي قضاها فى مصر بعد أن فر من العراق .. اثر المحاولة الفاشلة التي قام بها لاغتيال الرئيس العراقي وقتها عبد الكريم قاسم.

وبعد أن أصبحت حياة صدام حسين مهددة في مخبأه بتكريت ، خاصة مع اقتراب السلطات الأمنية من القبض عليه، قرر الهجرة خارج العراق، فلجأ إلى سوريا ومنها إلى مصر في 21 فبراير من عام 1960. وفي القاهرة التحق بمدرسة قصر النيل في وسط حي الدقي الذي أقام فيه 3 سنوات، وحصل منها على شهادة التوجيهية ثم التحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة القاهرة.

في شارع النيل في حي الدقي بالقاهرة حيث السكن الذي كان يقطنه صدام حسين بحثا عن شخصيته المليئة بالمتناقضات من خلال لقاءات مع سكان المنطقة الذين عاشروه.

مشــــــاغب

اجمع العديد من الذين عاصروا فترة وجود صدام حسين في حيهم علي انه كان معروفا للجميع. لأنه كان مشاغبا جدا و كثير الشجار .. في الوقت الذي كان يعطف فيه على الفقراء و المحتاجين.

ويقول السكان القدامى إن صدام كان قليل الصداقة مع المصريين . فكان له شلة من العراقيين من بينهم طارق عزيز رئيس الوزراء العراقي السابق .. بالإضافة إلى اثنين من المصريين أحدهما صاحب صيدلية كان صدام دائما يجلس معه ويتبادلا الزيارات حتى بعد أن اصبح صدام رئيسا للعراق. و الثاني يدعى محمد المصري لم نجده.

ويقول أحد اشهر واقدم سماسرة العقارات في الدقي أن صدام كان شخصا قلقا جدا، لا يرتاح في مكان واحد، ودائما ما يحب أن يغير مسكنة باستمرار .. وكان يحب أن يسكن فى الشقق البعيدة عن أعين الناس، و أكد على انه شخص مندفع و مشاغب جدا.

وأضاف السمسار أن البواب الخاص بالعمارة التي كان يسكن فيها صدام حسين من احب الناس إليه .. لأنه كان ينفذ أوامره .. ولا يخبر أحدا بوجوده في الشقة إلا الأشخاص الذين يحددهم له صدام شخصيا.

مقهــى انـديـانـا

ومن عادات صدام حسين اليومية انه كان دائم الجلوس علي مقهى (انديانا) يشرب القهوة ويقرأ في كتبه، ويتناول طعامه من مطعم "كبابجي الدقي" الشهير. وفى أحيان كثيرة كان لا يملك ثمن القهوة والسندوتشات التي يأكلها. ولم يلحظ أحد أن هذا الشخص سوف يكون فى يوم من الأيام رئيس الجمهورية العراقية.

ومن الأشياء الطريفة انه بعد أن تولى السلطة فى العراق .. جاء ذات مرة إلى مصر وذهب إلى حي الدقي وجلس في نفس المقهى .. وسدد ثمن الطلبات التي كان قد تناولها ولم يسدد ثمنها، ودفع بقشيشا كبيرا جدا.