صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 13

الموضوع: يوم عملت شيّالاً ...

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2002
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,541
    معدل تقييم المستوى
    803

    افتراضي يوم عملت شيّالاً ...



    السلام عليكم ورحمة الله وأسعد الله أوقاتكم بكل خير


    درجت العادة في بعض البلدان أن نرى في المطارات أو المحطات المركزية للباصات أو القطارات أو في المعابر والفنادق بعض الرجال ممن يتمتعون بصحة جيدة وقدرة على حمل متاع المسافرين لمساعدتهم مقابل أجر معين يخضع في الغالب لكرم المسافر، يحمل الرجل منهم لقب شيّال أو عتّال أو حمّال .


    في تنقلاتي قابلت العديد منهم وبرغم أني لم أكن بحاجة لمن يساعدني، لأنني ببساطة لا أحمل تلك الأمتعة التي تستحق المساعدة في حملها، إلا أن الشيالين يتهافتون نحوي عارضين الخدمة، ومنهم من يخطف مني الحقيبة ويضعها فورا على كتفه ويقول " على فين" فاضطر للإجابة وبعد الوصول أقول له" عندك يا باشا" واستلم منه الحقيبة وأمد يدي فورا لجيبي مخرجا منها بعض النقود شاكراً له مجهوده وكرمه " المفروض عليّ فرضا". ومع الوقت توافرت على خبرة في التعامل مع الشيالين، فقبل أن يمد يده نحو حقيبتي أبادره بالقول " شكرا شوف غيري"، وأتمسك بحقيبتي جيدا كيلا يخطفها مني ويفرض خدماته على فرضاً ، فيعود متجهماً باحثا عن " صيده أخرى" .


    قبل أيام وأنا أهم بالخروج من العمارة التي اقطنها قاصدا السوبر مارت قابلني رجل وامرأة لم أشاهدهم من قبل، فرجحت أن يكونوا زائرين، يحملون حقائب وبعض الأمتعة الشخصية وكأنهم قادمين من سفر بعيد، ولأنهم كبار السن وأمتعتهم كثيرة عرضت عليهم المساعدة في حملها، تقدمت نحوهم وقلت: مرحباً، هل استطيع مساعدتكم؟ قال الرجل أهلا وسهلا يا ريت ، فبادرت بحمل حقيبتين متسائلا على أي شقة، فقالوا الطابق التاسع ، ولسوء الحظ كان المصعد عطلان يومها ما اضطرنا للصعود على السلالم وصعدت بسرعة وأنهيت وظيفة الشيال بنجاح واستقرت الحقائب على باب الشقة المقصودة وانتظرت وصولهم، وحينما وصلوا شكروني جدا وكانوا متعبين من صعود السلالم نظرا لكبر سنهم، فقلت لهم لا شكر على واجب، وأي خدمة أخرى أنا حاضر، فدس الرجل يده في جيبه واخرج مبلغا من المال وقال لي تفضل، صعقني الموقف، قلت له ما هذا يا رجل؟، قال تعبت معنا وصعدت كل هالسلالم، فقلت هذا واجب وما فعلته لا يتعدى ذلك، ونحن جيران والجار للجار، ومن العيب ألا افعل ذلك، خاصة وأنني كثيرا ما كنت أقابل جارتي" أم محمود" على مدخل العمارة وهي عائدة من السوق محملة بالإغراض فكنت أساعدها وأوصل معها الأغراض لشقتها.


    قلت للرجل معذور أنت... فلأنك قادم من سفر بعيد فمن المؤكد انك قابلت العديد من الشيالين الذين" أقرفوا عيشتك" ولا زالت تصرفاتهم عالقة في ذهنك لدرجة انك تخيلتني شيالا مثلهم، وبادرته بالسؤال، هل شكلي يوحي بأنني شيال؟ ، قال أبدا.. قلت ولماذا تصرفت معي هكذا، اعتذر الرجل، فحييته وقفلت عائدا إلي السوبر ماركت وأنا أحمل الكثير من التساؤلات في ذهني، ما الذي حصل في هذه الدنيا، هل الناس لا تقدم شيئا إلا بمقابل، واضح من تصرف الرجل معي انه يحمل هذه الفكرة معتقدا أن عرضي لمساعدته هدفه المقابل وليس دافع المساعدة الإنسانية .


    لا اعتراض عندي على الشيالين ولا انتقد عملهم فهو عمل شريف يكسب الشيال منه الرزق بعرق جبينه، ولا مانع عندي أن أكون" شيالا" لجارتي أم محمود أو "حمالا" لجاري الدكتور محمد أو "عتالا" لصديقي وجاري عمر، وربما يتطور معي الوضع لأفتح مكتبا "للشيالين" نقدم من خلاله خدمة "الشيالة" لمن يحتاجها، وقدر يتطور الوضع أكثر لأرسل شيالين إلي دول عربية شقيقة، نساهم معهم في شيل أمتعتهم الكثيرة فنستفيد ونفيد، ولأننا في عصر العولمة والانترنت فقد يكون مناسبا تشييد موقعا الكترونيا عبر شبكة الانترنت لهذه المهنة المهمة بعنوان "شيالين دوت كوم" ولكوننا في عصر الحريات وحقوق الإنسان فلا مانع من إنشاء نقابة للشيالين تساهم في تأطيرهم وحفظ حقوقهم. ...

    لكن هذه المهنة ليست مهنتي ولا تنسجم مع طموحاتي ولا مؤهلاتي، واعتراضي أسجله هنا على بعض الشيالين الذين يفرضون خدماتهم على الناس فرضا بشكل فظ يتجاوز أحيانا كثيرة أدبيات الذوق، فالعمل بحد ذاته شرف مهما كانت طبيعته ما دام عملا حلالا شريفا، لكن فرض الخدمة على المسافر لابتزاز بعض الدراهم عملا غير لائق من الناحية الأخلاقية والذوقية، وانتقادي أيضا لأفكار بعض الناس الذين يتخيلون أن الخدمة الإنسانية لا تقدم إلا بمقابل، وكأن الشهامة والنخوة ولت بلا رجعة، وأصبحت المادة أساس علاقات الناس بعضها ببعض، علاقة خالية من الدسم والدفء الإنساني الذي أصبحنا فعلا نفتقده هذه الأيام، التي لا يقدم فيها الناس شيئا إلا بمقابل ......

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية محمد العصباني
    تاريخ التسجيل
    26 - 7 - 2007
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    6,561
    معدل تقييم المستوى
    633

    افتراضي رد: يوم عملت شيّالاً ...

    شكراً ناصر على هذا الموضوع المتميز
    وهذه هي الطريق التي يستخدمها سائقوا الأجرة (TAXI) يجبرونك او بالأحرى يفرضون عليك خدماتهم فرضاً ...الشيالين أرحم القصه شنطه يشيلها ويتبعك . ولاكن قلي إن أجبرك سائق أجرة على الركوب معه بالله عليك ماذا تفعل وكأنه يختطفك وهذه حصلت لي أكثر من مرة في مطار الرياض رجال كبار بالسن قابلني أحدهم وسلّم علي وكانه يستقبلني أنا خصيصاً أو يعرفني فإذا به ( يجرجرني معه وكأنه عسكري وأنا مجرم حسيت إن القصه بها خطف (((بغيت أصيح ))) لولا إن تداركت الأمر وغلظت له الكلام وركبت مع سائق (ليموزين)) . قد يكون الطمع، الحسد ، المنافسة الغير شريفه في اغلب المهن .هي الدافع لكي يكون هذا هو التعامل مع الزبون . أما بالنسبة لإنتشار ظاهرة الخدمة بالمقابل لاحظ أي عمل خير تعمله لأحد لاتعرفه يقوم بعدها مباشرة بسؤالك عن القيمة وكأننا أصبحنا( مصلحجيين ). ((مصلحجييين دوت بالكوم)) ولاكن يبقى عمل الخير من أهل الخير للناس باقي .
    وبالختام أكرر شكر الجزيل لطرحك الرائع
    محمد بن عيد كحتان
    سبحان الله / والحمد لله / ولا إله إلا الله / والله أكبر / ولاحول ولاقوة الا بالله
    .

  3. #3
    عضو جديد الصورة الرمزية سعود عبدالله رفاده
    تاريخ التسجيل
    8 - 2 - 2007
    الدولة
    السعوديه
    العمر
    39
    المشاركات
    267
    معدل تقييم المستوى
    644

    افتراضي رد: يوم عملت شيّالاً ...

    صدقت يا اخي ناصر لكن بعض هؤلاء الشيالين لو عرضة عليه مال صدقه ربما رفضه لعزة نفسه
    وانا اعرف رجل يشتغل في المناسبات مع اهل الفرح يسوي القهوه وغير ذالك من الخدمات التي يقدمها وعند انتهاء الفرح تعطيه ماتيسر لك ولكن لايقبل الصدقه رغم انه بأشد الحاجه لها
    لكن أريد أن اوضح لك نقطه بأن اصحاب المهن الصغيره تجد البعض منهم لديه العزه والكرامه
    لكنه بأمس الحاجه للمال لمعوشة أسرته وأخيرا
    تقبل تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية محمود الجذلي
    تاريخ التسجيل
    17 - 4 - 2004
    الدولة
    .. قلبـــ ـهـ ــــا ..
    المشاركات
    17,279
    معدل تقييم المستوى
    766

    افتراضي رد: يوم عملت شيّالاً ...

    اخي ناصر..
    موضوع قيم .. وكما ذكرت الشغل ليس عيب ..
    بل العيب .. مايقوم بة بعض هولاء الالنشالين اقصد الشيالين .. من عمل ..
    وكل مقصدهم الحصول على هذا المال ..
    واتذكر حادثة حصلت لي قبل فترة ..وهي انه عندي نزولي للمطار اتاني احد الشيالين .. ولكن لم يكن معي الا شنطة واحدة فرفضت ان يحملها .. فقال يا احملها لك وتعطيني مقابلها .. ياتعطيني بدون حمل .. فقد اشغلتني وضيعت مني فرصة حمل الشنط لاناس اخرين .. فاستغربت منة ..
    .
    ناصر شكراً لك هذا الطرح .. وسلمت يمينك
    /
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لوْ منِ [ تمنىَ ] يــ درك اللي تمناه ,
    كنَتْ أتمنَى " شوفتْك " كل سآعه!
    ولوُيعطيِ الله كل شئ [ طلبنآهـَ ]
    طَلبتك أخ لي وووولو ~ بالرضاعهْ }

  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2002
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,541
    معدل تقييم المستوى
    803

    افتراضي رد: يوم عملت شيّالاً ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عيد كحتان مشاهدة المشاركة
    شكراً ناصر على هذا الموضوع المتميز
    وهذه هي الطريق التي يستخدمها سائقوا الأجرة (TAXI) يجبرونك او بالأحرى يفرضون عليك خدماتهم فرضاً ...الشيالين أرحم القصه شنطه يشيلها ويتبعك . ولاكن قلي إن أجبرك سائق أجرة على الركوب معه بالله عليك ماذا تفعل وكأنه يختطفك وهذه حصلت لي أكثر من مرة في مطار الرياض رجال كبار بالسن قابلني أحدهم وسلّم علي وكانه يستقبلني أنا خصيصاً أو يعرفني فإذا به ( يجرجرني معه وكأنه عسكري وأنا مجرم حسيت إن القصه بها خطف (((بغيت أصيح ))) لولا إن تداركت الأمر وغلظت له الكلام وركبت مع سائق (ليموزين)) . قد يكون الطمع، الحسد ، المنافسة الغير شريفه في اغلب المهن .هي الدافع لكي يكون هذا هو التعامل مع الزبون . أما بالنسبة لإنتشار ظاهرة الخدمة بالمقابل لاحظ أي عمل خير تعمله لأحد لاتعرفه يقوم بعدها مباشرة بسؤالك عن القيمة وكأننا أصبحنا( مصلحجيين ). ((مصلحجييين دوت بالكوم)) ولاكن يبقى عمل الخير من أهل الخير للناس باقي .
    وبالختام أكرر شكر الجزيل لطرحك الرائع
    محمد بن عيد كحتان

    العفو اخ محمد

    نعم هذه التصرفات تكرر عند بعض سائقي التاكسي
    وحتى عند بعض الباعة الذي يلتقطونك في السوق ومباشرة يقول لك تفضل الكيلة بخمسة ويفتح ظرف ويضع فيه الفاكهة او الخضرة ويفرض عليك فرضا شرائها
    ليس الجميع منهم سواء بل هناك البعض ممن يتصرفون بهذه الطريقة
    وهذه اصبحت عادة عندهم من الصعب ان يتركونها

    ما انتقده في مقالتي هو فرض الخدمة او البضاعة على الزبون بشكل يتجاوز ادبيات الذوق

    وكذلك انتقد تفكير البعض الذي لا يرى تقديم الخدمة الا بمقابل سواء قدمها هو او قدمت له ، ونسينا اننا مجتمعات اسلامية التعاون والمساعدة فيها من اساسيات التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا

    اشكر حضورك

  6. #6
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2002
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,541
    معدل تقييم المستوى
    803

    افتراضي رد: يوم عملت شيّالاً ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود عبدالله رفاده مشاهدة المشاركة
    صدقت يا اخي ناصر لكن بعض هؤلاء الشيالين لو عرضة عليه مال صدقه ربما رفضه لعزة نفسه
    وانا اعرف رجل يشتغل في المناسبات مع اهل الفرح يسوي القهوه وغير ذالك من الخدمات التي يقدمها وعند انتهاء الفرح تعطيه ماتيسر لك ولكن لايقبل الصدقه رغم انه بأشد الحاجه لها
    لكن أريد أن اوضح لك نقطه بأن اصحاب المهن الصغيره تجد البعض منهم لديه العزه والكرامه
    لكنه بأمس الحاجه للمال لمعوشة أسرته وأخيرا
    تقبل تحياتي
    ....................
    حياك الله اخي الكريم سعود
    نحن طبعا لا نعمم هنا وانما نوجه النقد للبعض منهم
    هذا لا يعني انه لا يوجد بينهم اناس عزيزوا نفس ويعملون بجد وينالون اجرهم مقابل تعبهم

    نحن فقط نوجه النقد للبعض منهم الذي يتجاوز الذوق في المعاملة

    اشكر مرورك الكريم

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا