في الزمن الماضي كان الرجل الكبير في السن هوسيد المجلس كما يقال إذا تحدث أنصت الجميع ولا يمكن أن يقاطعه أحد أثناء حديثه أو سرده لقصة من القصص وخاصة من صغار السن و كأنه محاضر في إحدىالجامعات العريقة فكان يحس بنشوة وسعادة نظرا لهذا التقدير والاحترام الذي يجده من الجميع .

أما اليوم فأرى أن حال كبار السن لدى البعض ـتشكى إلى الله ـ فتجد الواحد منهم يحس بغربة ووحشة في مجالسنا ومنا سباتنا ـ وللأسف الشديد ـ تلحظ هذه الغربة وهذه الوحشة في نظرات عينيه وإطراقة رأسه.وكأنه يأسى على هذا الزمن الذي لم يعد فيه أي احترام أو تقدير لكبير السن ،ويحن لذلك الزمن الجميل الذي مضى إلى غير رجعة .

أمام هذاكله لابدلنا من أن نطرح بعض الأسئلة لمناقشة هذه الظاهرة السيئة:
ـ لماذا أصبح الرجل الكبير يحس بوحشة وغربة في مجالسنا ومناسباتنا؟
ـ هل تغير الزمن أم نحن الذين تغيرنا؟
ـ أليس من الضروري أن نزرع في نفوس صغارنا احترام الكبير وإجلاله؟
ـ ماهي السبل والطرق للقضاء علىهذه الظاهرة السيئة؟