التوثيق
قد يبعد النجعة كثيرا من يظن أنه من غير الضروري
أن يجعل قلم الكتابة يجري على ورق التوثيق في مطلب كأمر المداينة مثلا
وذلك بشأن مبلغ خاص عن طريق قرضة حسنة (سلفة)
لاسيما إذا ما كان الشخص المقترض
صديقا حميما أوجارا لصيقا
وقد يرى أنه من المعيب حقا أن يخط حرفا واحدا بهذا الخصوص إذ أن هذا
الإجراء الإحترازي من وجهة نظره يقدح بالفعل في مصداقيته
وقد لا يقف عنده بتاتا بل يقفز حاجزه ويتعدى سقفه إلى حيث
هرم الوفاء الشامخ وسماء الثقة ألا محدودة
مراعيا شعور الجانب الآخر ( رفيق الصبا)متوقينا عدم خدش مشاعره بهذا المطلب
الذي يراه غير ( لبق) ولا يتماشى مع مؤشر الثقة النابض بنيشان المعزة وروابط الإخاء
وربما أنه في قرارة نفسه يريد أن يفعلها ( الكتابة التوثيقية )
لكن يتمنع لسانه خجلا من التصريح بها ويعقد عليه الصمت ثلاث عقد غلاظ
تقتل الجرأة وتكتم البوح بالمكنون من المراد
ثم تراه يمشي من فوره بوعي إلى عالم (ألا وعي ) !!
وكأن ثمة من قام بتنويمه تنويما (مغناطيسيا ) مستخدما حقنة مخدرة
مدعمة (ببنج ) مركز بعبارات الشكر والثناءوعدم نكران الجميل
والوعد بالوفاء في غضون أيام قلائل ؟؟!!
فيدفع ماله عن طيب خاطر لصاحبه تحت أستار الظلام
ولا يشهد على ذلك أحدا من العالمين إلا رب العالمين
وربما أنه في بداية الأمر يركل الكرة بقدمه بعيدا ويقذفها خارج (ملعب التوثيق المالي)
ولا يعير سمعه لمن يسعى في توجيهه (أن أكتب بينكما كتابا تضمن به حقك )
وربما يجيبه بحال المغضب المستنكر الذي يستحضر أن هذا الفعل
مستعاب وغير مستساغ فالقاعدة الفلسفية لديه تستحضر بنشوة المثل( البلدي )
( أنه ليس بين الخيرين حساب!!؟؟)
وربما أردف قائلا : كلمة الشرف من صديق العمر تكفيني !!؟؟
و تجري الأيام تباعا وتشتد شمس الحقيقة سطوعا على أرض النكران
(المخيبة دوما للآمال الحالمة)
وسوف يرى من كان يرى أن الدنيا (لسى) بخير أن واقعها بات اليوم (غير )
حينما يجد بالسير في مشوار طويل من أجل استرداد حقه (المجحود)
الذي يخاله بعد بلوغ هذه الساعة أنه لا يرتجى نواله لا سيما حينما يبصر بعين العقل
صنوفا شتى من المماطلة التي تطيل أمد رد الجميل
وكم تمنى أنه أمتثل قوله تعالى :
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه...)
فمن لطائف هذه الآية الكريمة أنها نبهت على كتابة الشئ الصغير واليسير من الدين
قال تعالى : ( ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا)
فجعل فوائد الكتابة في ثلاثة أموركما هو ظاهر من الآية الكريمة
قال أهل التفسير : «والمقصود من الآية الكريمة: الحثُّ على الكتابة قلَّ المال، أو كثر، فإنَّ النِّزاع في المال القليل
ربَّما أدَّى إلى فسادٍ عظيم، ولجاج شديد».
الجدير بالذكر أن علم التوثيق ينقسم إلى أربعة أقسام:
1- التوثيق بالكتابة 2- التوثيق بالإشهاد 3- التوثيق بالأعيان وهو الرهن
وهذه الثلاثة دلت عليها آية الدين
(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم ....)
(وأشهدوا إذا تبايعتم...)
(فلم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة...)
4- التوثيق بالأشخاص وهو الضمان.
والله الموفق.
المفضلات