حينما يصبح القلب مرتعآ،تخفق فيه الأهواء ، وعن يمينه وشماله مرافق الشهوات،
قد فتح إليه باب من حقل الخذلان والوحشة والركون إلى الدنيا.




هذه بدايتي في الشات فكيف أصبحت نهايتي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وجدت نفسي أمتطي قلمي لأكتب لكم قصتي، نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أقصد سري الذي أفصح عنه للمرة الأولى وألقيه بين أيديكم،
لأني والله أخشى أن تسلك إحداكن مسلكي وتؤول حالتها إلى ما آلت إليه حالتي،
فحبي لكم وخوفي عليكم يخبرني أن أفصح لكم بما أخفي في قلبي...

وأروي لكم قصتي...


والتي بدأت تفاصيلها عندما قرأت في إحدى المجلات
عن إمكانية الدعوة إلى الله عبر غرف الشات...




فأعجبتني هذه الفكرة كثيراً،
لأنني كنت أمتلك أسلوباً جيداً في المحاورة والإقناع...


بدأت التفكير الجدي في هذه الفكرة الخطيرة...

وما هي إلا أيام حتى أصبحت هذه الفكرة على أرض الواقع.

وبدأت الدعوة إلى الله طامعة بالأجر والمثوبة من المولى عز وجل...

أمضيت الشهور الثلاثة الأولى بخطى ثابتة وعزمات صادقة...

ومع مرور الأيام أصبحت عملاقة في هذه الغرفة...

وقويت علاقتي مع الجميع...

كنت مهتمة كثيراً بعصر الحوار ومن ثم محاولة الإقناع...

وكنت أتمسك كثيراً برأي الذي آراه صوباً مما زاد ثقة الكثيرين...


كنت في البداية أصوب أهدافي نحو الفتيات فأقوم بلاطفتهن أولاً ثم أبدأ بدعوتهن إلى الله،

وأرى من معظمهن حسن الاستجابة.

وتطورت علاقتي فيما بعد لأصل لمحاورة الشبان وإقناعهم وتغيير أفكارهم...

وكثيراً ما كنت أحوارهم بالأدلة،
من القرآن والسنة وآتي لهم ببعض أقوال الشعراء والحكماء

مما يجعلني أكسب جولة المحاورة وأنتهي بالإقناع في أغلب الأحيان...

وكثيراً ممن أحاورهم كانوا يقلون لي في نهاية المطاف...
(الشات بخير إذا كان في وحدة مثلك)

ومنهم من يقول (من الاستحالة أن تكون هذه العقلية لفتاة)...

ولم يتوقف الأمر على هذا الحد بل أصبح فيما بعد أدير محاور الحديث على العام أتصدر النقاش...

والكل يستمع لي وينصت لما أقوله...

حتى بعض المشاغبين الذين يحاولون التهكم بي أجدهم مع مرور الأيام ينصتون لي ويتأسفون لما بدر منهم...


وفوجئت ذات مرة بالمشرف العام...

عندما أبدى إعجابه الشديد بطريقة أسلوبي ورقي ألفاظي ورزانة عقلي وحسن أدبي في التعامل مع الجميع...

وما كان منه إلا أن رشحني لمساعد مشرف (سستم) وأعطاني كامل الصلاحية في طرد من لا يروق لي أسلوبه..

وتنقضي الأيام وتمر سريعاً ومضى ما يقارب الثلاثة أشهر...
حينها زاد تعلقي بغرف الشات...

وأصبح الانترنت لا يعني لي سوى غرف الشات..

وضعفت همتي وانهدرت عزيمتي وبدأت أنحرف عن هدفي...

وجعلت الدعوة إلى الله على جوانب الطريق...


بعد أن كانت هي وجهتي وأصبح همي هو المتعة والضحك لا غير...

إلى أن أتى ذلك اليوم الذي لم يكن بالحسبان

فها هو قلبي السقيم ...


يتعلق بأحد الشبان الذي كنت أحاورهم،

فقد أعجبتني لباقته وأدبه الجم في الحوار،

لأنه في نفس تخصصي أتاح لي ذلك التعرف عليه أكثر،

ومناقشته بعض المواضيع وتبادل الأسماء والكتب...


ومع مرور الأيام ازداد تعلقي به ليصل إلى مرحلة العشق...

فقد ملك قلبي وسيطر على عقلي...

فكنت لا أستطيع الاستغناء عنه ولو دقيقة...

فعندما أغلق الجهاز يظل قلبي به سارحاً في خياله...

وأظل حزينة كئيبة حتى يتجدد لقائي به من الغد...

وتغيرت حياتي وأصبحت عدوانية جداً أتصرف بحماقة...

أصبحت كثيرة السرحان...

خالية الذهن إلا من ذكر الحبيب...


ضعف تحصيلي الدراسي...

ولم أعد أهتم بالمحاضرات بل أعد الدقيقة

كي أعود إلى البيت لأنعم بمحادثة الحبيب...

الكل من حولي من أهلي وقريباتي لا حظوا أنني تغيرت كثيراً...

ولا أخفيكم سراً يا أحبتي أن حبي له قد أثر كثيراً علي...

فوالله يا أحبتي

قد أنساني حفظ القرآن الكريم بعد أن كنت أحفظه كاملاً...

وحتى أذكاري اليومية لم أعد أهتم بها...

والسنن والرواتب أهملتها لأني كنت أهرع سريعاً إلى لقيا الحبيب الوهمي...

لم يبقى لي من أعمال الخير سوى توجيهي بعض النصائح لطالباتي في حلقة تحفيظ القرآن...

ولكن ما أن أبدأ نصحه حتى يصيخ صاروخ نفسي..

أنت عاشقة اتركي النصيحة لمن هو أولى منك.

دائما ما كان ضميري يعاتبني ويثير صراع في داخلي...

فكنت أقول في نفسي أنا فلانة الملتزمة الحافظة لكتاب الله...

التي يشهد لها الناس بالخير والصلاح...

وهناك نداء في أعماقي يقول لي...

لا أنت فلانة العاشقة المخادعة التي رضيت لنفسها هذا الجانب الدنيء

أنت فلانة التي خنت ثقة والديك بك...


وكان هذا النداء يلازمني دائماً وأنا أحاول تجاهله...

لأن الشيطان دائماً يزين لي سوء عملي.... حتى رأيته حسناً...


وكثيراً ما كنت أرى أن حبي له طاهر ونظيف (ياله من طاهر)...

وذات يوم بعد أن كنت في أشد حالات السكر العاطفي...

قلت له بكل جراءة وأقصد بكل سذاجة ووقاحة... (أنا أحبك)...

فكانت إجابته التي نزلت كالصاعقة على قلب عندما قال: وأنا أيضاً (أحبك)

لكني لم أجرؤ على قولها لأنني أحترمك كثيراً
ولم أعتقد أن مثل هذه الكلمة تروق لك،
لأنك في نظري أكبر من أن أقول لك هذه الكلمة...

وبما أنك نطقت بهذه الكملة فأنا أودعك إلى الأبد،
لأنني أخشى أن تصل أمورنا إلى ما هو أسوأ،

ولأنك وصلت إلى هذه المرحلة فأرجوك أن تتركي الشات
وإلا سيحدث لك ما لا يحمد عقباه..

كانت كلماته كواقع خنجر في قلبي... هزتني بقوة...

وزلزلت أركاني... وأيقظتني من غفلتي...

وأدركت أنني في مزلق خطير قد يجرني إلى هاوية سحيقة لا قرار لها...


أعدت شريط ذكرياتي بإنزعاج... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فضحكت كثيراً لسذاجتي وغبائي...

وبكيت أكثر على ما وصلت إليه حالتي...

وبكل عزيمة وإصرار أعلنت توبتي بين يدي خالقي...

وقررت أن أشد رحالي من غرف الشات بلا عودة...

وأن أدعو الله في غير هذا المكان المحفوف بالشبهات...

فوجت المنتديات خير بديل لي...

والحمد لله لا قيت نجاحاً كبيراً في هذا المجال...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ملاحظة هامة...

إلى كل من تريد الاشتراك بالمنتديات...
أنصحها برفض ما يسمى بالرسائل الخاصة
لأنه عن طريقها يسهل الاتصال بالجنس الآخر...
وهذا بلا شك له سلبيات كبيرة... أظنها لا تخفى عليكم...


ومن الله أرجو لكم الحفظ والرعاية...


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعلى الفتاة أن لا تغتر بعلمها ودينها وإلتزامها...
فالشيطان وهوى النفس موجودان والقلوب أضعف من ذلك...
فيبقى الشيطان يزين لها سوء عملها حسناً،
ويغررها بنفسها أنها تحمل العلم والدين
فلن تصل إلى المصير الذي وصلهن الأخريات الضعيفات...
ألا تعلم أن القلوب هي نفسها والعواطف هنا وهناك
والنفوس تضعف أمام العاطفة...
والقصص خير دليل وبرهان...