السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا موضوع جدير بالاهتمام و هو منقول من احدى التقارير ... و يقول التقرير :

يبدو ان نمط الحياة المعاصرة قد عودنا على ان الضجيج هو الحالة «الصح» وان الهدوء هو الحالة «الخطأ» ومن يراقب ما يحدث من حوله سواء في المنزل او المكتب أو حتى الشارع يجد ان الضجيج يحاصرنا من كل حدب وصوب، فرنين الهاتف لا يهدأ والتلفزيون يعمل دون انقطاع والموسيقى او الاغاني تنبعث من كل مكان، واصوات الآليات المختلفة، وحتى العاب الاطفال باتت تعتمد على المؤثرات الصوتية التي ترهق الاعصاب وتشتت الانتباه.


ويعتبر الضجيج من اخطر الملوثات البيئية، لكونه يضر بالصحة الجسدية والنفسية، اذ تشير الدراسات الى ان الضجيج يزيد من افراز الهرمونات من الغدة الكظرية في الجسم، ومن جراء ذلك يرتفع ضغط الدم، مما يؤدي للاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية، ويعاني الشخص من العصبية والتوتر الذي قد يجعله يفقد اعصابه وقد يقوم بسلوك غير قويم.


ويشير الباحثون الى ان الضجيج يزيد من افراز الهرمونات الكورتزونية او القشرية والتي تضعف الجسم وتعرضه لمخاطر الوقوع بين براثن المرض.


وتؤكد الدراسات على ان الاشخاص الذين يسكنون في المناطق التي يكون الضجيج فيها مرتفعاً، كما هو الحال في المناطق القريبة من المطارات او من الطرق الكبيرة اكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية، اذ ان الضجيج الصادر عن هبوط او اقلاع الطائرات يتجاوز 100 ديسبل، ويقاس الضجيج بوحدة قياس تدعى «ديسبل».


وتشير التقارير الى ان اكثر من ثلثي السكان في الدول الاوروبية يعانون من الضجيج ، والذي يؤدي لحدوث التوتر واضطراب النوم والميل الى العنف.


مخاطر عديدة


من اهم المخاطر والتأثيرات الناجمة عن الضجيج نذكر:


تسرع دقات القلب.


ارتفاع الضغط الدموي الشرياني.


ارتفاع الكوليسترول في الدم.


ارتفاع مستوى السكر في الدم.


الاضطرابات الهضمية والاصابة بأمراض القولون.


صعوبة النوم والاستيقاظ المتكرر اثناء النوم والشعور بالتعب في الصباح.


التوتر والانفعال وفقدان السيطرة على الاعصاب.


اصابة الاذن باضطرابات في السمع كالطنين وضعف السمع والصمم.


اضطرابات نفسية.


انخفاض مستوى التحصيل الدراسي للاطفال والطلاب.


اضطراب الشهية


الشعور بالدوار والصداع.


وفي الحالات الشديدة التي يصعب احتمالها يمكن لشخص ان يصاب بانهيار عصبي او يقوم بسلوك عدواني، أو الادمان على المهدئات التي تعتبر بوابة الدخول لعالم الادمان على المسكرات والمخدرات.


الحد من الضجيج


مما لاشك فيه ان الضجيج وفقاً لما تشير اليه الدراسات القديمة منها والحديثة سيشكل خطراً على الكبير والصغير وعلى الفرد والمجتمع ايضا، ولهذا فإن الحد من الضجيج يعتبر مسئولية مشتركة ين افراد المجتمع، والمؤسسات المعنية بصحة وسلامة الانسان، ومن اهم الخطوات التي ينبغي العمل على تحقيقها على الصعيد الفردي والجماعي نذكر: تخفيض الاصوات المنبعثة من المذياع والتلفزيون والمسجلات وغيرها الى الحد الذي يمكن للمرء سماعه دون ازعاج للآخرين.


تخفيض اصوات رنين الهاتف و كل ما يؤدي الى ازعاج .


عزل الاماكن السكنية عن الشوارع الرئيسية بمسافة كافية، وعن المناطق الصناعية.


الزام السائقين بالتقيد بالسرعة المحددة حتى في الشوارع الفرعية التي تفصل بين المساكن.


توسيع الرقعة الخضراء التي تفصل بين المساكن واقامة الحدائق.


منع السكن في المناطق المجاورة للمطار او الطرق السريعة. في اماكن العمل ينبغي استخدام العوازل التي تحد من مصادر الضجيج. وتجدر الاشارة هنا الى ان الضجيج المنبعث من اماكن العمل قد ازداد هذه الايام لاسباب عدة اهمها ان معظم المؤسسات باتت تلجأ الى ازالة الحواجز والجدران، لكونها تعتمد على المكاتب المفتوحة، ولهذا فإن الضجيج قد ازدادت حدته بسبب الاصوات الصادرة عن الموظفين والمراجعين، ورنين الهواتف والاصوات الاخرى المنبعثة من بعض الاجهزة والمعدات.


الاسترخاء


نظراً الى ان الضجيج يضر بالصحة الجسدية والنفسية ويؤثر في نمط العلاقات الاجتماعية ايضا بسبب التوتر والانفعال، والاصابة بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات، لهذا ننصح بضرورة الانطلاق نحو الطبيعة الخلاقة دوماً والاسترخاء في جوها الساحر والهاديء، اذ ان الاسترخاء يعتبر العلاج الفعال للمشاكل الصادرة عن الضجيج، اضافة الى ذلك ينبغي الحرص على الابتعاد عن كافة مصادر الضجيج من اجل تحقيق الاستقرار الجسدي والنفسي والتمتع بالصحة والعافية.


ومن تضطره ظروفه للسكن أو العمل في اماكن تقع ضمن دائرة الخطر الصادر عن الضجيج يمكنه استخدام السدادة الطبية التي تخفف من حدة الضجيج وتمنع حدوث مخاطره التي تهدد حياة الانسان.