بسم الله الرحمن الرحيم
عندما غادرت الحديقة المشئومة درت في بلاد الله الواسعة وشاهدت الكثير وجدت أن الوزير خفير والخفير وزير ووجدت الشريف حرامي والحرامي شريف ووجدت الذكي متغابي والغبي متذاكي وجدت الضمير المستتر مفضوح والغالي رخيص والرخيص غالى وجدت الكثير من المؤثرات الكتابية التي أطلق على صاحبها مسمى أديب وكاتب بكل ظلم وصلافة وجدت أن الذائقة وصلت للحضيض فصارت تتقبل كل ما يرمى إليها تحت مسمى الإبداع والإبداع منه براء فانحدر المستوى الفكري والعقلي إلى الحضيض فتجد أن الكثير يمارس على خلق الله دور الذكي الذي يستطيع إن يلعب بالبيضة والحجر ويستطيع التدليس على الناس بكل خبث ودهاء فتجده يتقمص دور النزيه وهو الحرامي ودور المصلح وهو المفسد ودور الإنسان الملتزم وهو ينكر أصلا وجود الصلاة ومع كل أسف إن ذلك الإنسان يجد من السذج من يخدم أهدافه في تدمير المجتمعات وتفريقها وبث العداوة والبغضاء بينهم أيضا قد يجد ذلك الشخص التطبيل والتشجيع من بعض الأشخاص الذي يخدم ذلك الشخص مصالحهم فتجده يتقلب بعدة وجوه وكل وجه لغرض معين فهل يا ترى أن هذا الإنسان يملك عصى سحرية يستطيع فيها أن يقنع الجميع بسلامة موقفه أم هي سذاجة مجتمع سمحت لهذا الإخطبوط أن يفرد أذرعته في جميع الاتجاهات ويضرب حيث يشاء بدون حسيب أو رقيب وقد أجد له العذر في وصوله لما هو فيه إذ ما غابت أولا الرقابة الذاتية على النفس ثم رقابة مثقفي المجتمع والذي بكل أسف نجدهم كل قد سكن في برجه العاجي ولم يسمح لنفسه بالنزول إلى الشارع وملامسة أوجاع المجتمع ومعرفة معاول الهدم فيه ومحاولة تطهيره من تلك المعاول الهدامة بل إن شغل كل واحد منهم بالتنظير وإظهار المخزون الثقافي والانفتاح على الآخر بقشرة خفيفة من مخزون ثقافي ضعيف ما يلبث أن ينكشف عن نفسية مريضة تمارس طقوس الدجل والشعوذة الثقافية فإذا ما أستمر الحال على ما هو عليه فأقول لكم عظم الله أجركم في ذائقتكم الفكرية والعقلية ورحم الله زمان الفكر النير والإبداع المستنير
المفضلات