للحروف لسان
دعهم وراءك وانطلق

د.سعد عطية الغامدي

فـي الحياة أناس لا شغل لهم إلا التثبيط وزرع الإحباط وصرف الآخرين عن أعمالهم بإشغالهم بأمور لا تضيف مفيدا إلى الحياة بل تسلب الحياة أجمل ما فيها.
هؤلاء هم السلبيون الذين يزرعون الشك ليحصدوا الشوك وينشرون السراب لينالوا الظمأ، ويغذون السلبية ليقطفوا التذمر.
تجدهم أكثر ما تجدهم عند الإعلان عن بدء نشاط جديد أو تدشين عمل يحتاج إلى عزيمة وتعاون، حينئذ لا يتوقفون عن اختراع مبررات تبدو وجيهة عند من يعطيهم سمعه ويفتح على باطلهم بصره، ويسلمهم إدراكه.
إذا ما أخذ أحد بوجهة نظرهم جذبوه إليهم في القاع فأصبح واحدا منهم يتبنى ما ينادون به ويسوق من الحجج والمبررات ما يسوقون وينعم بالذين يسقطون منضمين إلى فريق السلبية.
السلبية هي العدو الأول للإنتاجية حيث بلغت خسائرها في الولايات المتحدة ثلاثمائة بليون دولار حسب إحصائية نشرتها «مؤسسة جالوب» في أحد الكتب الصادرة عام 2004م في استبيان شمل (4) ملايين موظف.
يصف أحد الكتاب السلبيين بأنهم مصاصو الطاقة فكما أن مصاصي الدماء يؤدون إلى الأمراض ثم الوفاة كذلك مصاصو الطاقة يؤدون إلى الإحباط ثم الفشل.
إن أردت أن تبني لنفسك مسارا ناجحا ومستقبلا شامخا فاجعل السلبيين وراءك دائما: إن تحدثوا إليك فاتركهم على الرصيف قابعين وانطلق نحو إنتاجية تجعلك من الذين ينامون بعد كل يوم عمل وقد حققوا من الإنجاز ما تطمئن به قلوبهم ليستيقظوا من الغد يستقبلون الحياة بشعور تملؤه الطمأنينة ويحدوه الأمل.
قال عليه الصلاة والسلام: «استفت قلبك وإن أفتاك المفتون».
وقال أيضا: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».
إنها الطمأنينة .. وإنه الأمل.