صفة صلاة الضحى وفضلها
من فتاوى العلامة الشيخ بن باز رحمة الله
سئل الشيخ/ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- عن صفة صلاة الضحى، نذكر لك فيما يلي نص السؤال والإجابة:
السؤال: يقال: إن صلاة الضحى أقل ما فيها ركعتان وأكثرها اثنتا عشرة ركعة، والبعض الآخرقال: إنها ثمان؛ لأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- صلاها هكذا، وأنا صليت حسب مالدي من الوقت، فبعض المرات أصليها ركعتين والبعض الآخر أصلي ثمان ركعات، وإذا سمحلي وقتي أصلي اثنتي عشرة ركعة بكاملها، وعندما أصلي الركعة الأولى أقرأ الحمدوالشمس، وفي الركعة الثانية أقرأ الحمد والضحى، ولكن بعض الأحيان بسب مرض لا أواظبعلى صلاتها، فقالوا لي: هذا غير ممكن، ويجب المواظبة على الصلاة.
سؤالي: على كمركعة أواظب على صلاة الضحى؟ هل أبقى على ثمان كما صلاها الرسول –صلى الله عليهوسلم-؟ وما هي السور التي أقرأها في البدء الشمس أم الضحى بالإضافة إلى سورةالحمد؟
الجواب: صلاة الضحى سنة مؤكدة فعلها النبي –صلى الله عليه وسلم- وأرشدإليها أصحابه، وأقلها ركعتان، فإذا حافظت على ركعتين فقد أديت الضحى، وإن صليتأربعاً، أو ستاً، أو ثماناً، أو أكثر من ذلك فلا بأٍس على حسب التيسير، وليس فيهاحد محدود، ولكن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى اثنتين، وصلى أربعاً، وصلاها يومالفتح ثمان ركعات يوم فتح الله عليه مكة، فالأمر في هذا واسع.
وفي صحيح مسلم (719) عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحىأربعاً ويزيد ما شاء الله"، وفي الصحيحين البخاري (1178) ومسلم (721) عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: "أوصاني خليلي –صلى الله عليه وسلم- بثلاث: صيام ثلاثة أيام منكل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام"، وفي الصحيحين البخاري (357) ومسلم (336) عن أم هانيء -رضي الله عنها-: أنها رأت النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى يومالفتح مكة الضحى ثمان ركعات.
فمن صلى ثماناً، أو عشراً، أو اثنتي عشرة، أو أكثرمن ذلك أو أقل فلا بأس؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "صلاة الليل والنهار مثنىمثنى" رواه الترمذي (597) وأبو داود (1326) وابن ماجة (1322) من حديث ابن عمر –رضيالله عنهما-، فالسنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين يسلم لكل اثنتين، وأقل ذلكركعتان من الضحى بعد ارتفاع الشمس إلى وقوفها عند الظهر، هذا كله ضحى، والأفضل أنتصلى حين يشتد الضحى، وحين تحتر الشمس؛ لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "صلاة الأوابينحين ترمض الفصال"، رواه مسلم في صحيحه (748) من حديث زيد بن أرقم –رضي الله عنه- والمعنى: حين تحتر الأرض على أولاد الإبل.
فلو صليتها يوماً وتركتها يوماً فلابأس، ولكن الأفضل المداومة؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أحب العملإلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل"، رواه البخاري (6464) ومسلم (782) من حديثعائشة –رضي الله عنها- فالمداومة أفضل، ومن ترك سنة الضحى دائماً أو بعض الأيام فلاحرج –والحمد لله-؛ لأنها نافلة غير واجبة، ثم السنة أن تقرأي مع الفاتحة ما تيسر منالسور أو الآيات، وليس في هذا حد محدود؛ لأن الواجب الفاتحة، فما زاد فهو سنة، فإذاقرأت معها "والشمس وضحاها"، أو "الليل إذا يغشى" أو "والضحى" أو "ألم نشرح" أو "والتين" أو "اقرأ" أو غير ذلك من السور فلا بأس، أو قرأت آيات معدودات، أو آيةواحدة بعد الفاتحة فكله طيب، وكله حسن، -والحمد لله-، وفق الله الجميع.
وقت صلاة الضحى : إنني أصلي صلاة الضحى بعد صلاة الفجر، أي بعد شروق الشمس مباشرة، وأحيانا أصليها قبل الظهر، فهل هذا صحيح؟
صلاة الضحى يدخل وقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح، إلى وقوف الشمس قبل الزوال. والأفضل صلاتها بعد اشتداد الحر، وهذه صلاة الأوابين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الأوابين حين ترمض الفصال))[1] أخرجه مسلم في صحيحه، والفصال أولاد الإبل، ومعنى ترمض تشتد عليها الرمضاء، وهي حرارة الشمس. ومن صلاها في أول الوقت بعد ارتفاع الشمس قدر رمح فلا بأس، ومن صلاها بعد اشتداد الشمس قبل دخول صلاة الظهر فلا بأس، لأن الأمر في هذا موسع فيه بحمد الله. والمهم المحافظة والعناية بها، فإن كان الإنسان ينشغل عنها في آخر الوقت ويخشى أن لا يصليها بادر بها في أول الوقت حتى يدرك فضلها،
فضلها :
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء بصلاة الضحى، وقال عليه الصلاة والسلام: ((يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))[2]. خرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه. وهذا يدل على فضل هاتين الركعتين، وأن لهما شانا عظيما، وإذا صلى أربعا أو ستا أو ثمانا أو أكثر فلا بأس، ولكن أقل ذلك ركعتان يركعهما من الضحى.
لا تنــــسونا من صالح الدعــــــــــــــاء
المفضلات