أحبتي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من يوم و أنا صغير كان لي صديق عزيز إسمه عادل

من أعرق القبائل بالسعودية و يسكن في مديتة جده من زمااااااااااااااان

و كان إخوانه خالد و عبدالعزيز و فايز و سامي و هاني

و كان والدهم يرحمه الله أحد كبار ضباط القوات المسلحة السعودية

و كانت والدتهم الله يرحمها إمرأه مثال للدين و الأدب

و الإهتمام بشؤون أسرتها و تربية أولادها

كانت أشياء كثيرة تعجبني بهذه الأسرة ما شاء اللهم عليهم سأذكر شيئان منها

كان عادل و أخوانه كل يوم جمعه يقومون بتنظيف المسجد و الشارع المقابل له بعد صلاة

الفجر و ليس أي تنظيف بإستخدام كل أدوات النظافة و المعطرات و يختتموها بتعطير

المسجد بالعود و كان أيضاً يقوم والدهم يومياً بتعطير المسجد برائحة العود قبل كل صلاة

مغرب

و من الأمور التي أعجبتني كانوا في رمضان يقيمون سفرة إفطار صائم بالمسجد

و الأمر الأجمل كان يقف عادل و أخوانه أمام باب منزلهم الواقع على شارع الستين وهو

من الشوارع الرئيسية بجده و بأيدهم إما كرتونان أو ثلاثه مليئة بوجبات إفطار صائم

و يقومون بتوزيعها في الشارع وقت آذان المغرب برمضان على الماره سواء بسياراتهم أو

مشياً على أقدامهم

و الأن و بعد زمن و سنين من أعمارنا

أصبح عادل ماشاء الله تبارك الله الآن ضابط جامعي تخصص أحياء

دقيقه يعمل في الأمن

العام و من أوائل الضباط السعوديين الدارسين ل dna في فرنسا و سيكمل الماجستير

بإذن الله في بريطانيا بعد رمضان كمبتعث من الدولة

و أخوه خالد ماشاء الله دكتور طبيب في أحد المستشفيات وصاحب مستشفى خاص

و أخوه عبدالعزيز ماشاء الله ضابط بالحرس الوطني

و أخوه فايز ماشاء الله ضابط بالجوازات

و أخوه سامي ماشاء الله مهندس و مدير إقليمي لمنطقة مكة المكرمة بشركة

الإتصالات

و الصغير هاني ماشاء الله ممرض و من أبطال العالم في لعبة البولنج


كبر عادل و أخوانه بأعمارهم و زادت قيمتهم بالمجتمع من خلال تمسكهم بدينهم

و تعليمهم وماوصلوا إليه من رتب و مناصب في وظائفهم

و لكن لم يتكبروا على قيمهم و مبادئهم و الحفاظ على دينهم

وبالرغم من بعد المسافة و إختلاف أماكن سكنهم في أحياء مختلفة من جده

فالمسجد الذي كانوا يقومون بتنظيفه و هم صغار قاموا بإعادة بنائه ومازالوا يقومون

بتنظيفه كل فجر جمعه و تعطيره كل صلاة مغرب و يفرشون به سفرة إفطار صائم

و وجبات الإفطار مازالوا يقومون بتوزيعها أمام منزلهم القديم في شارع الستين

على المارين وقت الإفطار بنفس طريقة توزيعهم وهم صغار و يرافقهم أبناؤهم

كما كانوا يرافقون والدهم في صغرهم

إختلفت الأعمار و تغير الزمن و لم تتغير القيم و المبادئ

زرع بهم والدهم منذ الصغر الأدب و مد يد العون لمن حولهم

زرع بهم التواضع رغم أنهم كانوا أبناء الضابط الكبير

فعندما كبر عادل و إخوانه قطفوا مازُرع بهم من قيم و مبادئ و تمسك بما يحثهم به

دينهم فلم يعيبهم بشيء تنظيف المسجد و مابجواره و توزيع الإفطار بالشارع وهم كبار

كما فعلوا و هم صغار

بل هم الآن يزرعون مابهم من قيم و مبادئ في أولادهم

أسئلتي :

ماهي الأمور التي نحتاج أن زرعها بأطفالنا ؟

ماهي الطرق التي بإمكاننا إستخدامها لزرع المبادئ و القيم ؟

كما نهى ديننا عن الكبر لماذا لانحاربه بزرع التواضع بأبنائنا ؟

ماهي الطرق لزرع الثقة بأبنائنا عند فعلهم أو قولهم لمبادئ أمرهم بها ديننا الحنيف ؟



((نُريد جيلاً مؤدباً ذو خلقٍ عالي و متمسكاً بدينه و مبادئه))


آآآآآآآآآآآآآسف على الإطالة


ولكم


ودي