ام عيـــــــــــــــون 
(قصه قصيره)
حملقت فاطمة في نفسها في المرآة فتاه شديدة القصر نحيفة صبيانية الشكل شعرها المتموج بين الأحمر والأسود أشعث يتكوم فوق رأسها حاولت تسويته وتمنت كما كل مره أنها ورثت شعر أمها الناعم وجماله الشبه الوحيد الذي يجمع بينهما هو اتساع عينيها التي كانت مصدر سخرية أخيها وأطفال الحارة بتلقيبها (أم عيون)
لكن سنوات عمرها السبع كانت كافيه لتدرك كيف كانت نظرات النساء لها حين يكتشفن أنها أبنت هذه المرأة الجميلة
وكانت التعليق الدائم هو (أكيد هي شينه مثل أبوها) وكل مره كانت تلقى هذا التعليق يكسر قلبها الصغير هو أنها تتوجه المرأة وتتفحص وجهها
جذبت نفسا عميق وهي تقول:ليش ماشبه أمي؟
في يوم كانت تلعب إمام عتبة باب المنزل
أحست بأن هناك من ينظر لها وقد ضاقت عيناه
سألته بعد إن وظعت يديها على خصرها : نعم
كان الواقف هو خالد ولد الجيران يصغرها بسنه وكان صغير البنية فقد احد أسنانه فلا ينطق معظم الحروف اسمر قد أهملت أمه نظافته
أجابها :ليش ما تمشطين شعرك؟
مالك شغل ياخلود بشعري
وبعدين أنت ليش ماتنظف وجهك وثوبك ؟
تفحص الصغير ثيابه
فأجاب: أمي ماتغسل ثوبي
وأنا غسلت وجهي أمس
أنت لو تصلي كان تغسل وجهك كل يوم
جلس على عتبة الدار وساد صمت قصير قبل إن يجيبها
-ماعرف
-نظرت إليه بشك ماتعرف!!
-إيه
-وليه ماتعلمك أمك؟
- هي دايمن مشغولة تبيع للحريم
وأبوك؟
أبوي ميت
إيه صح نسيت
نظرت إليه وكأن قلبها رق لهذا الفضولي
جلست بجانبه وأخذت تحرك التربة بااصبعها
شعري حتى لو مشطته أجعد وشوشه
حطي زيت
أمي تحطلي الدهون بس ماينفع
تدرين أمي عنده زيت يشترون منه الحريم كثير تقول انه ينعم
أجيب لك منه؟؟
بس إنا مامعي فلوس
سكت قليلا خلاص علميني الصلاة وأنا أعطيك الدهون
عبست ورددت أعلمك الصلاة وين!!؟
عادي هنا بحوشكم
نظرت بأسف إلى ثيابه أللتي يلبسها والمبقعة بالأوساخ (يمكن أمك تعلم أمي)
أمي ماتدري عني وش أسوي بس تشوفني بالغداء وبنوم
بس تقولي خلودي لاتروح مع الكبار
وانأ اصلاً ماحد يصادقني حتى الصغار لأني وصخ وماعندنا فلوس
جملته جعلتها تطلق العنان لضحكتها وشاركها الضحك مستمتع بذالك
تدري أنا بعد ماحد يصادقني بعد بس يعيروني
بأم عيون
نظر إليها خالد وانفجر ضاحكا وهو يضيف
صح صح عيونك تخرع كبار مررره
ذهب خالد ودخلت فاطمة وهي تحلم بذالك الزيت السحري حتى
ينعم شعرها ويصبح مثل شعر أمها الحريري
متى يأتي خالد لتعلمه الصلاة ويعطيها هو بدوره مكافأتها
تتبع
المفضلات