الحمد لله وحده وبعد ،،،
السياسه والدبلوماسيه بدأت تأخذ منحى آخر منذ ما بعد الحرب العالميه الثانيه .. عندما تقاسمت دول الحلفاء الغنائم ..
فالسياسه أصبحت لعبه تتحكم فيها المصالح على القيم والأعراف الإنسانيه ..
بمعنى ..
أن الإستعمار الغربي ( فرنسا ــ بريطانيا ) .. ومن ثم ( الإستحمار ) الأمريكي لشعوب الأرض .. ما هو إلا همجيه وبربريه لهذه الدول .. والتي ( تـدّعي ) الحضاره وحقوق الإنسان ..
فقد حرقوا شعوب بكاملها : إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا ..
أقول ..
أن الإجتماع الأخير الذي عقد في بغداد ما بين السفير الأمريكي والإيراني .. بوجود شاهد الزور ( حكومة المالكي ) .. يذكرنا بفريق التنس الأمريكي في السبعينات ميلادي .. الذي ذهب للصين .. وتم إعداد الفريق لهدف سياسي لا رياضي .. من قبل مهندس السياسه الأمريكيه آنذاك ( كيسينجر ) ليكون بداية التقارب ما بين أمريكا والصين .. والذي كان ضروره أمريكيه من بعد أن تمرمط الأمريكان في حرب فيتنام ..
فالذي يقرأ هذا التقارب جيدا .. قد يستنتج أن ظهور ( التحالف ) الأمريكي ــ الإيراني .. والذي كان مستترا .. قد بدأ يظهر إلى حيـّز الوجود ..
وهذا بالتالي لن يقنعنا بأن الشيطان الأمريكي أصبح أقل شيطنه كما كانت تدعي إيران ..
وأمريكيا :
لسان حالهم يقول .. ما عاد لدينا شئ نخفيه .. فــ( دجـّنا ) دول المنطقه .. ويا إيران أدخلي البيوت من أبوابها .. وكله بحسابه ..
وإيران .. هم أسياد في السياسه .. ويعرفون كيف يلعبوها صح مع الأمريكان .. أي من الذي يرفض لقمه صائغه .. مكونه من ( الطاقه ) غاز وبترول وموقع إستراتيجي .. والفوز بـــ( لم ) الشتات الشيعي تحت مظلة الدوله الشيعيه الكبرى .. والدوله الشيعيه الكبرى يعتبر من إستراتيجيات إيران : عقديا وسياسيا وتعمل منذ قيام الثوره الخمينيه على تحقيقه .. ولن يتحقق هذا إلا بمباركه أمريكيه ..
أما ( المعنيين ) من دول المنطقه .. فما هي إلا شعوب ( داجه ) وحكومات قائمه .. لا يهمها سوى البقاء على كرسي الحكم .. مهما كان الثمن ..
والشعوب تتسلى بظهور حركات سياسيه من هنا أو هناك .. تحت أي مظله ..
إما مدسوسه أو مشكوك فيها .. تعمل لإنجاح المخطط .. بحيث يـُبعدوا أهل المنطقه عن مصيرهم المحتوم ..
وليس من باب الصدفه ( كما أعتقد ) أن يتم في هذا اليوم .. تسريب خبر صادر من الأمريكان .. بأن القوات الأمريكيه ستبدأ إنسحابها من العراق في سبتمبر القادم ..
ولا من باب الصدفه أيضا .. أن يسبق هذا اللقاء .. تحرك كثيف للإسطول الأمريكي في مياه المنطقه .. والذي نقرأه بأنه ( تهويش ) وترهيب لعربان الخليج ..
في تقديري ..
بأن هذا اللقاء قد أعطى جزئيه هامه من المسرحيه الأمريكيه ــ الصهيونيه .. ألا وهي الخطه الأمريكيه الجهنميه على دول المنطقه ..
والتي أظهرت لنا .. بأن الأمريكان قد أخذوا بيد إيران ونصبوها كقوه ولاعب رئيسي وإستراتيجي في المنطقه ..
وغدا .. سيذوب الثلج .. ويتضح بالرؤيا المجرده ما كان تحته .. !!!