المقال .. مـُجدّد .. ومـُنقح ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وحده وبعد ،،،
…. في الخيمه ( 102 ) في البر .. حدثني أخي في الرضاعه .. أبو شليويح كما جرت العاده .. فقال :
يا أبا عبدالله .. بالأمس وفي عز الظهر رأيت كما يرى النائم في المنام بأنني كـُلـِّفت بحقيبة وزارة الشئون الإجتماعيه ..
أي أن أكون وزيرا لهذه الوزاره .. وهذه الرؤيا التي رأيتها .. أقصها عليك .. علـّني أجد لديك تفسيرا ..
.. كنت يا بوعبدالله جالسا في وسط روضة غناء كلها أخضر في أخضر .. مرتديا أبيضا في أبيض ..
فسمعت صوتا من بين الغيوم الملبده ..
ينادي قائلا :
يا ولد .. يا ولد .. ولم أرد على مصدر الصوت .. ثم نادى المنادي قائلا :
يا راعي البل .. ياراعي البل .. ولم ألتفت لمصدر الصوت لأن الإسم لا يعنيني شخصيا .. فرعاة البعارين كثيرون .. ونا واحد منهم ..
لكنه في المره الثالثه نادى نفس المنادي قائلا :
أنت .. أنت .. يا راعي شعيله .. عندها تيقنت بأن الدواره علي أنا ماهوب على غيري .. فالتفت لمصدر الصوت فرأيت جسما غريبا ضخما .. لا أستطيع وصفه .. سوى أن له جناحان كبيران ..
فرمى من منقاره ظرف مختوم .. ولم أعد أراه بعدها .. فافتضيت الظرف .. حيث قرأته .. وورد فيه :
مواطننا العزيز أبو شليويح ..
بما أن الظروف الحاليه تتطلب منا جميعا أن نتعاضد ونتلاحم حول كياننا الراسخ والشامخ .. وأن خير من أستأجرت ( القوي الأمين ) ..
وبما أن سجلك الوطني ناصع البياض .. ولست من المنتفعين ولا من نادي ( إمسك لي واقطع لك ) .. وأنك من الكحيانين .. أي لا رصيد بنكي ولا هم يحزنون .. سوى رصيدك في بنك الدم ..
وحيث أنك من المنتمين لهذا الوطن حبا وولائا .. للوطن ورموزه ..
ولست يمينيا ( متطرفا ) .. ولا يساريا ( مؤدلجا ) ..
وتنتمي لتيار الأكثريه الصامته .. تيار ( الحامدون الشاكرون ) ..
فأرغب إليكم بتكليفكم بحقيبة وزارة الشئون الإجتماعيه .. لخدمة مواطنينا الأعزاء ..
.. هذا مقتطف مما ورد في خطاب التكليف ..
والحقيقه يا أبا عبدالله .. أنني تفاجأت بهذا التكليف الذي تشرفت به ..
وبعد أن فكرت بــــــــــــ( من أين أبدأ ) ..
فاهتديت إلى أن اضع خطة للعمل .. بعد أن فتح الله علي من فضله بأن أبدأ من :
راعيين مرتبة 12 فما أعلى ..
وذلك : بأن من لا أرى له إنتاجيه .. فليذهب إلى بيته مشكورا .. فيريح ويستريح .. لأن تكلفته عاليه من معاشه إلى ديكور مكتبه وإستخدام الهواتف خارج نطاق عمله ..
ثم فكرت ونفذت فكرة وضع مكتب للشكاوى وخدمة المواطن على مدارالساعه .. وجهزت المكتب بأخصائيين في علم ( الأنفاس( و (علماء إجتماع ) .. لمساعدة المواطنين الأعزاء عند اللزوم .. وزودت المكتب بتعليمات مشدده بأن لا يترددوا بالإتصال بي عند الحاجه ليلا أونهارا ..
وبما أن وجود مكتب لخدمة المواطن .. فكره جديده على مستوى المنطقه وسابقه .. فقد كنت أتردد شخصيا على هذا المكتب لأرى بنفسي شكاوى مواطنينا الأعزاء ومدى تفاعل طاقم المكتب في الخدمه للمواطن ..
في تفكيري .. كنت أتوقع أن أرى وأسمع إقتراحات بنـّائه من مواطنينا الأعزاء .. مثل طلبهم من الوزاره على سبيل المثال .. بأن تساعدهم في العمل التطوعي في إقامة جمعيات ذات النفع العام مثل :
جمعيات الأمومه والطفوله .. أو جمعيات للحد من ظاهرة الطلاق في المجتمع .. وما إلى ذلك ..
بل أن الذي حصل .. حسب ما تلقيناه في مكتب الشكاوى وخدمة المجتمع
لا تعدو بأنها حاجات شخصيه لا تمت لخدمة المجتمع بِصله ..
فعلى سبيل المثال :
إحداهن أتصلت بمكتب الشكاوي وخدمة المجتمع .. تطلب عريسا .. وحالا
ولا أدري إذا كانت هذه المواطنه العزيزه تعتقد أن الوزاره أصبحت ( خاطبه ) تجمع بنت الحلال بإبن الحلال على سنة الله ورسوله ..
وواحده أخرى إتصلت وصرخت :
إلحقوني إلحقوني .. أبو العيال يبي يصكني بمثنى ..
طيب وش السبب يالنشميه .. فقالت :
النشمي ( بعلي ) يبي يقبلني في المطبخ ..
ونا مانيب فاظيه للمطق .. وبعدين هذا عيب ..
فقلنا لها : عساه يصكك بالثالثه .. إن شاء الله ..
ومن أطرف ما تلقيناه :
أن أحد أهل الباديه ومن جواله طلب معالي الوزير شخصيا لأمر هام ..
فحولوه لي فقال :
يا معالي الوزير ( عندي عنز لها سنه .. ما لقحت ) .. تكفى تشوف لي دبره ……
وبعد أن إستمعت لشكاوى بعض مواطنينا تلك ..
بغيت أشق ( بشتي ) وهو بشت الوزاره .. أي ( عدة الشغل ) ..
لكن صحيح .. أن بعض مواطنينا ما ينعطون وجه ..
وبعد أن قصّ علي أخي في الرضاعه ( معالي ) أبو شليويح رؤياه ..
قلت له مـُفسرا :
أما أنك كنت في روصة غنـّاء .. وسط الخـُضره .. جالسا وسطها مرتديا .. أبيض في أبيض .. فهذا تفسيره .. بأنك ( ثور الله في برسيمه ) ..
وما كدت أنطق بهذا التفسير .. حتى ( قهقهه ) معاليه وأستلقى على ظهره ..
ثم قلت : يا خوي يابو شليويح .. ترى معالي الوزير له مواصفات .. وتوزير الوزراء ليس بالأمر الساهل ..
فالتوزير في العاده يتم في المطبخ السياسي .. وليس بالضروره أن يكون كفأ ..
بل من الضروره بمكان .. أن يكون وجه معاليه ( فوجوتونيك ) ..
فقاطعني أبو شليويح قائلا :
ما فهمت .. مالذي تعنيه بــ( فوجوتونيك ) ؟؟
فقلت له : لأنك ثور .. يا ( أخي ) ..
معنى ( فوجوتونيك ) .. أي أن يكون وجه معاليه سينمائيا .. أي ممثلا .. يجيد الدور ..
حتى إذا خرج معاليه على التلفزيون وقال :
أن لدى وزارته خطه خمسيه أولى .. يتبعها خطه خمسيه ثانيه .. ثم الثالثه ثابته .. فلن يبقى فقيرا .. ولا محتاجا .. وسيحتار أصحاب الزكاه في كيفية إنفاق زكواتهم ..
وهنا سيصدقه الناس .. نظرا لتعابير وجهه الفوجوتونيك .. ولو كان غير ذلك .. لما صدّقه الناس ..
وهذا يتطابق تماما مع قولنا المأثور :
طالع وجه العنز .. واحلب لبن .. !!!