.. من بيروت إلى القاهره ..
ومن لندن إلى جنيف ..
ما أن تضع أقدام بعض ( ربعنا ) في فنادق أبو خمسه نجوم .. حتى تدلف ( بالدال ) الزوجه المرافقه لزوجها إلى صالونات التجميل في هذه الفنادق ..
بمباركة وتشجيع من ( البعل ) بالعين ..
المسأله هنا .. أن تتزين الزوجه لزوجها فلا حرج في هذا .. ولكن أن يعبث بشعرها حلاق ذكر .. فتلك والله مصيبه .. ويا ليت العبث بالشعر فقط .. ولكن الأمر يصل إلى تدليك الوجه بالكريمات وغير الكريمات..
والشعر والوجه كما هو معروف أماكن حساسه ومثيره للمرأه .. فكيف والحلاق يدغدغ الشعر والوجه بكل نعومه …. ألله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله
وأنا أكتب لكم هذه الكلمات .. تذكرت سالفه أرويها لكم كالتالي :
في أحد السنين ( أيام زمان ) .. كنت في سياحه لبلد عربي .. وقبل عودتي من ذلك البلد .. قلت :
خلني أدخل السياره في إحدى ( الورش ) لفحصها .. لأطمئن أنها في حالة جيده .. إستعدادا للعوده …
وفي ورشة إصلاح السيارات .. تناول السياره شاب .. أعطر .. أكحل .. أدعج .. قصة شعره ( مارينز ) .. ويداه لم يمسسها زيوت أو شحوم سيارات ..
فقادني حدسي .. أن هذا الشاب ليس ميكانيكي ….
وصدق حدسي ..
عندما سألته بأن هذه المهنه ليست مهنته .. فصدقني القول .. بقوله .. أنها ليست مهنته .. وأنه كان يمتهن مهنة ( حلاق نسوان ) سابقا ….
فقلت له : أنا تواق لأعرف عن هذه المهنه .. التي يمارس فيها الرجال .. ملامستهم لخصلات شعر المرأه .. ويدلكون ( بشرتها ) وما إلى ذلك ..
فلا تؤاخذني في جهلي .. لأنني ( رجعي ) بنمره وإستماره في مثل هذه الأمور .. ثم أضفت :
حدثني عنها .. وأنا على إستعداد أن أدفع ( الفاتوره ) لصاحب الورشه للعطل والضرر .. بخصوص وقت حديثك معي ..
فقال : يا زلمه .. ولا يهمك .. الورشه إلنا .. أي أن الورشه ملكهم ..
وجلسنا أنا والزلمه .. في زاويه من مكتب الورشه .. وبدأ حديثه بأن أستهله بقوله :
الحمد لله .. أنني تركت هذه المهنه التي لا تــُشرف .. من كــُُـثــُر ما شفت ورأيت …
فقلت : هات السالفه ..
وتذكرت .. صاحب الصوت السوبراني ..
الذي يقول : زيديني عشقا .. زيديني ..
فقلت له : .. زدني علما .. زدني …
فزادني علما فقال :
بعد تخرجي من معهد تعليم الحلاقه ..
إشتغلت في صالون حلاقه نسائي .. فكانوا ثلاثة ( رجال ) وأنا رابعهم .. إضافه إلى ( صبيه ) من الصبايا .. كانت تعمل معنا ..
في الثلاثة شهور الأولى .. لم يكن لي زبونات كما زملائي السابقون .. فكنت أنا والصبيه .. نمارس مهنتنا مع الزبونات الطياري .. أي من غير الزبونات اللائي يترددن على الصالون بإستمرار .. وهن كثيرات ..
وعرفت فيما بعد .. أن لكل زبونه أن تختار ( حلاقها ) حسب رغبتها .. وتعجبت .. بأنهن لا يحلقن عند ( الصبيه ) التي هي أنثى مثلهن ..
ومما لاحظته على زملائي الحلاقون .. بعض حالات ( التأنث ) .. فرأيت حول رقابهم ( السلاسل الذهبيه ) .. وعلى أصابع أيديهم أكثر من خاتم ..
والأدهى والأمر .. أن طريقة كلامهم فيها أنوثه .. وناعمه .. بمطهم للكلمه وتخفيف حروفها .. وذلك بحكم المهنه التي تجبرهم أن يتحدثوا مع النساء .. حيث أن المرأه التي تدخل الصالون .. لا تخرج قبل ساعتين .. وفي الساعتين .. وعندما تجلس على الكرسي .. وتاخذ راحتها تبدأ بالكلام النسائي .. وتتطرق للحديث عن أسرار بيتها للحلاق ..
.. وأعلق هنا .. على كلام صاحبنا من عندي .. بأن كلامه صحيح ..
حيث أنه عـُرف قديما عن صالونات الحلاقه الرجاليه في باريس وشهرتها .. بأنها لم تكن من أجل قص الشعر فقط .. بل كانت مكان للفضفضه الكلاميه .. إما بين الحلاق والزبون .. أو مع الآخرين المتواجدين في صالون الحلاقه .. ولذلك إنطبعت مقولة :
أن الحلاق .. كثير الكلام ….
ثم أضاف قائلا :
ما جعلني أكره هذه المهنه .. عندما أصبح لدي ( زبونا ت ) ..
فمهنتي تقتضي أن الامس خصلات الشعر .. وكنت أحس وأرى .. أن المرأه التي بين يدي .. قد ( سخسخت ) ولا كأنها موجوده .. وبعضهن تذهب في غيبوبه .. ونصحيها برش الماء على وجهها ..
وعرفت فيما بعد .. بأن شعر المرأه واللعب فيه من قبل الحلاق .. هو مكان إثاره .. والمشكله التي أكبر وأكثر إثاره .. عند تدليكها بالكريمات على الوجه والرقبه .. وحول الأذن ..
وعندها قلت لصاحبنا .. هذا يكفي ..
ولن أنقل كل ما قاله صاحبنا .. فنستعف عن ذلك .. لأن الهدف من الكتابه أن تصل الرساله لمن يقرأ ..
وبعدها إمتطيت صهوة سيارتي التي كانت جاهزه …
واستنفرنقعت عائدا إلى بلادي .. شاكرا حامدا .. لله عز وجل .. على نعمائه على وطني الحبيب ….
مرددا بصوتي ( هجينية ) أم كلثوم :
على ( وطن ) المحبوب وديني .. طال وجدي والبعد ( شاويني ) ..!!!