… في السياسه .. من الممكن أن يُـقتل القتيل .. ويمشي قاتله في جنازته ..
هذا ما عرفناه .. من سياسة البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين في أيام حقبة إستعمارهم لشعوب الأرض ..
… السياسه التي ينتهجها الغرب سابقا والأمريكان حاليا .. يجيزون كل شئ للوصول لأهدافهم .. ضمن خطط تكون مدروسه بعنايه .. للدوله أو الدول المراد إستهدافها ..
ولا بد لهذه الخطه أو الخطط من سبب .. أو بالأحرى إيجاد سبب ولو كان مـُفتعلا .. لكي يتم تنفيذ الخطه ..
فعلى سبيل المثال :
بريطانيا العظمى .. كان لديها خطه مدروسه لإحتلال ( مصر ) .. إبان تقاسم تركة ( الرجل المريض ) أي الدوله العثمانيه .. ورابط الأسطول البريطاني في المياه الإقليميه المصريه قبالة الإسكندريه .. ولم يجد البريطانيون ( سببا ) لكي يحتلوا مصر .. إلا بسبب حمار .. حيث إكترى أحد جنود الإسطول البريطاني من أحد ( المكاريه ) حمارا .. ليتفسح في مدينة الإسكندريه .. وبعدين .. لم يدفع البريطاني ــ المالطي .. الأجره للمكاري المصري .. بل طعنه بسكين .. ففزع له مواطنيه .. وصارت هوشه .. وعندها دخل جنود الإسطول .. بحجة الحفاظ على الأمن .. ومن ثم تم إحتلال مصر من بريطانيا عام 1882 ميلادي .
وهذا هو ( العراق الجريح ) .. مثالا حيا ..
فالبعثيون وصلوا لسدة الحكم .. بواسطة قطار أمريكي ..
ومن ثم حسموا الحرب لصالح العراق البعثي في ( معركة الفاو ) وذلك بتزويد القياده العراقيه .. بتحركات القوات الإيرانيه .. ومكان تواجدها .. على جبهات القتال .. عن طريق الأقمار الإصطناعيه ..
وبعد هذا النصر المزيف الذي أصاب صدام حسين بنشوة المنتصر .. فغزى الكويت ــ وهذا كان متوقعا ــ من الأمريكان ..
وبعدها آلت الأمور إلى ما صارت إليه ..
ولنا أن نلاحظ أن الأمريكان في ضربهم للعراق .. فقد كانت حربا تدميريه للعراق في بنيته التحتيه .. ولم تكن حربا من أجل إخراج صدام حسين من الكويت فقط ..
ثم كان الإحتلال الأمريكي للعراق ..
وكان السبب ( الأقبح من ذنب ) إدعاء الأمريكان وأوروبا بأن العراق لديه أسلحة دمار شامل …
أقول مما أسلفت :
أن الوجود الأمريكي في المنطقه .. لا يمكن بأية حال من الأحوال .. أن يكون لصالح دول المنطقه وشعوبها .. مهما إدّعى الأمريكان من شعارات خادعه .. كالديموقراطيه ومنها التعدديه الحزبيه ..
والأمريكان واضحين في هذه المسأله .. وقالوها جهارا نهارا .. ولكن وكما يبدو أن ( العربان ) … عمك أصمخ ..
ومما يزيد الطين بله .. أن الإعلام العربي المشبوه .. يجاهر ويصفق بحده لما هو قادم .. دون أن يضع النقاط على الحروف .. كما يجب عليه من واجب أخلاقي .. ولو من أخلاق المهنه على أقل تقدير ..
وفي مناولتنا هنا .. لجريمة إغتيال الحريري .. نضع الأمور التاليه :
ـــ التقييم العام لهذه الجريمه .. يقودنا إلى أنها جريمه سياسيه .. وحجم الجريمه كما يبدو واضحا .. أنها جريمه دوليه .. في مكانها وزمانها ..
وتختلف إختلافا جذريا عن جرائم إغتيال سابقه حدثت في لبنان .. مثل :
إغتيال .. بشير الجميل .. رينيه معوض .. رشيد كرامي ..
فهذه الإغتيالات كانت محليه .. سواءا إشتركت فيها إستخبارات سوريا أو لم تشترك ..
ـــ نلاحظ أن تقرير ( ميليس ) و ( لارسون ) يتماشيان توقيتا في :
الضغط على لبنان في القرار 1559 الذي يطالب بتجريد حزب الله من سلاحه .. ومن تجريد الفلسطينيين في المخيمات من سلاحهم ..
وهذه الأمور .. يصعب ملامستها أو حتى التحدث فيها حاليا .. نظرا للوضع السياسي في المنطقه .. فلا خرجت إسرائيل من مزارع شبعا ولا من الجولان .. ولا هناك وصول لإتفاقية سلام مع الفلسطينيين ..
وهذا معناه .. ( تسييس ) جريمة إغتيال الحريري .. لتصب في الإستهداف
الأمريكي ــ الصهيوني للمنطقه ككل .. وليس لسوريا فقط ..
هذا هو الظاهر لنا .. ولكن :
علينا أن لا نغفل .. بما يـُسمى ( بالمقايضه السياسيه ) .. بمعنى هات وخذ ..
كتوضيح :
إغتالوا لنا الحريري .. ( ولو بتغميض عيونكم ) يالسوريون الإستخباراتيون .. وأبشروا برفع الضغط السياسي عنكم .. أو إرجاع الجولان لكم ..
أو .. يا غازي كنعان .. دبرها .. وأنت الرئيس القادم لسوريا ………
كل هذا إحتمالات قائمه .. إذا ما إعتبرنا أن إنتحار كنعان .. لغزا .. ولكنه غير صعب .. فإنتحاره لا يخرج عن كونه .. ومعرفته .. بأنه أصبح كبش فداء …
الزبده من القول :
أننا جميعا كأمه عربيه .. كأنظمة حكم وشعوب .. عباره عن شهود زور .. لما سيكون الحال عليه .. من زياده في سفك الدماء .. ومن شعللة المنطقه ( أمنيا ) بعدم إستقرارها ..
وكالعاده .. فالشعوب المغلوب على أمرها هي التي تدفع الثمن ..
أما حكامها ومنتفعيها فهم في مأمن .. فكل واحد من هؤلاء .. حاسب حساباته على أساس .. إن صار ما صار .. فيخرج من وطنه .. ويتنعم مما ( شفطه ) من أموال شعبه .. التي وضعها وأمن عليها بحسابات سريه ..
ولكنهم سيخرجون أذلاء .. وستلاحقهم لعنة شعوبهم .. ولعنة التاريخ ..
كما خرج .. آخر حكام الأندلس .. أبوعبدالله الأحمر …
وهذه نتيجه حتميه .. لــبُعد الحكام عن شعوبها .. طيلة الــ50 سنه الماضيه .. فقتلوا الكثير من أفراد شعوبهم .. وزادوا السجون والمعتقلات .. وشفطوا ومن هم مقربين منهم .. قوت شعوبهم .. وشجعوا الفساد في بلدانهم .. من التصريح بشرب الخمور إلى الزنا .. إلى أندية القمار .. إلى تعرية المرأه المسلمه ..
فليأذنوا بحرب من الله ورسوله ..
والسؤال هنا ..
ألم يأن الأوان .. ليتصالح الحكام مع شعوبهم .. ويقتربوا منهم .. وذلك بالتطلع لمصالح هذه الشعوب ؟؟؟
ولكننا نرى بعضهم .. وقد أذلهم الله أمام شعوبهم .. فهم يتنازلون ويتواطئون مع أعداء الأمه .. من أجل كرسي الحكم ..
بينما هم على شعوبهم كما قالت الخارجيه غزاله .. للحجاج :
أسد علي وفي الحروب نعامة ****** فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى ***** أم كان قلبك في جناحي طائر
وعلى كل الأحوال ..
فالدواره .. بمعنى .. أن الهدف الأمريكي الآن .. مــُنصب على الحكام .. حتى ولو بصموا ووقعوا وتنازلوا .. لأن الأمريكان عازمون على تغيير خارطة المنطقه .. وإزالة الأنظمه الحاكمه ..
وها هم الأمريكان قد جــيّروا الإعلام العربي المشبوه ..
ليبث سمومه بالترويج لشعوب المنطقه .. بأن ما يفعله الأمريكان .. هو البلسم الشافي لهذه الشعوب ..
ونحن هنا .. نطرح سؤالا .. لكي نعي أو لنصحوا من سباتنا وهو :
إذا ما وجد الأمريكان أسباب في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا .. ليحوسوها .. ومن ثم تنفيذ مآربهم فيها ..
ماذا عن الدول العربيه الأخرى ؟؟؟
من المغرب على الأطلسي مرورا بمصر وتونس ..
إلى أم القيوين على الخليج ..
أليست فيها ( ثقوب ) قابله لتكون سببا ..
لكي ( تحوسها ) أمريكا والصهيونيه .. ؟؟؟
وأللهم لطفك بنا … فليس لنا سواك .. يا رب العالمين ..!!!