… وحصلت ( صيته ) .. على الدكتوراه .. مع مرتبة الشرف .. وكانت رسالتها العلميه بعنوان ( علم المنطق .. والعولمه .. )
والدكتوره صيته .. أو التختوره .. كما يلفظها والدها ..
كانت طالبه نجيبه وذكيه بالفطره .. إستهوت ( المنطق ) وعلومه .. فقرأت .. لأبو المنطق .. أرسطو .. ولإبن رشد في النقد المنطقي .. وللفارابي .. وغيره ..
وعندما كانت تعد رسالتها الجامعيه .. فقد أرشدتها لقائمه من الكتب والمراجع .. مثل : أصول الفقه .. عند الشافعي .. ومعيار النظر ( العلم ) للغزالي .. والمنطق الصوري .. لـ جون ستيوارت .. والمنطق البراجماتي .. عند تشارلز بيرس … وغيرها من المراجع .. والتي يبدو أن هذه المراجع .. كان لها الفضل .. بعد الله .. في نيلها مرتبة الشرف .. ولا ننكر إجتهادها بطبيعة الحال …
وفي اليوم الموعود .. تقدمت الطالبه صيته .. بكل ثقه ورباطة جأش .. لمناقشة رسالتها أمام اللجنه .. حيث بدأتها بمقدمه عن علم المنطق وتعريفه .. بأنه المنهجيه المستقيمه للعلوم المختلفه … التي تخضع للفكر والعقل السوي … بإسلوب النهج الميثودلوجي …
والمنطق كما عرّفه المسلمون الأوائل هو .. عباره عن آله تعصم الفكر من الخطأ …
ولكي نقول كلاما بسيطا .. نـُبعد فيه القارئ الكريم .. عن مصطلحات علم المنطق .. وفروعه في المنطق التصوري والمنطق التصديقي والمشروطيه وما إلى ذلك … نورد بعض الأمثله بدراسة صيته المقارنه حول العولمه واللا منطق .. حيث قالت :
عندما حاصرت أمريكا السودان الشقيق .. إقتصاديا .. فقد إستثنوا الأمريكان .. مادة الصمغ .. حيث لم يشملها الحصار .. بل بقيت هذه الماده تستوردها أمريكا من السودان .. لسبب أن مادة الصمغ .. تدخل في صناعة الآيس كريم الأمريكي …
والسودان هو الأكثر إنتاجا لهذه الماده .. والإنتاج العالمي لا يكفي ليغطي الطلب الأمريكي الـ آيس كريمي
وربطت وقارنت الطالبه .. في بحثها .. بين المنطق الأعوج الأمريكي .. والميكافيليه وتوظيفها .. في العولمه …
وتطرق البحث أيضا إلى أن العولمه .. ليست وليدة السنين الأخيره .. بل هي ممتده منذ ما بعد الحروب الصليبيه .. وكانت مستتره .. في :
التغريب الفكري والثقافي … والإيديولوجيات المختلفه .. وإدخال أنماط في السلوكيات الإجتماعيه .. وإحداث تغيرات في عادات وتقاليد الشعوب …
وأهم ما تطرقت إليه صيته في رسالتها .. كان دحضها علميا .. لبعض المتشدقين من الصلعان العرب .. الذين يدّعون بأن العولمه .. هي تحفيز للشعوب لكي تنهض وتنافس الآخرين .. وهذا الهراء .. كما وصفته صيته .. لا يستند إلى أي مرتكز إقتصادي وقالت :
إذا كان الأمريكان ومعهم الغرب .. الذي يدعي الحضاره الإنسانيه .. ويدعو إلى عالم موحد .. فلماذا لا تكون جهودهم في تصدير تكنلوجيتهم إلى دول العالم الفقيره .. في مجال الزراعه والصحه والعلوم .. على أن يقدموها .. لوجه الله .. ؟؟
وتسائلت : ماذا يستطيع أن يصدر الصومال إلى ألمانيا في عصر العولمه ؟؟؟
ربما الموز .. مقابل المرسيدس … !!
وبعد النقاش الطويل .. قررت اللجنه .. منح الدكتوراه مع مرتبة الشرف للطالبه صيته .. وأوصت ( اللجنه ) بطباعة رسالتها على نفقة الجامعه ….
وعادت الدكتوره إلى مضارب قومها .. واحتفل بها والدها .. ولكي يفخر بها أمام القوم .. فطلب من إبنته الدكتوره ان تعالج عمها ( شليويح ) .. من وعكه ألمت به .. فقالت له صيته :
بأنها ليست طبيبه ..
والمنطق … يختلف عن الطب .. وتعجب والدها من قولها وتفاجأ .. وقال لها : زيديني معرفه بالمنطق … زيديني .. فبسّطت له المسأله فقالت :
أنظر أمامك يالوالد الغالي .. ماذا ترى ؟؟
فقال : أرى أمامي بعيرنا ( وظحان ) وناقتنا ( شعيله ) ..
قالت : في علم المنطق .. نستطيع أن نقول .. أن ( شعيله ) تقف بجانب ( وظحان ) .. وفي نفس الوقت .. نستطيع أن نقول أن وظحان يقف بجانب شعيله .. ويجوز القول .. أيضا .. أن وظحان وشعيله يقفان معا جنبا إلى جنب !!
وفي برود .. رد الوالد على إبنته .. بمنطق ( براغماتي ) دون أن يعرف ..
فقال : هيا بنا .. إلى الغداء .. وعندما جلست ( صيته ) على المائده .. قال لها :
ما هذا الذي أمامك على المائده .. فقالت : هذه ذبيحه ..
فقال : على ماذا كانت هذه الذبيحه تتغذى ؟؟
فقالت : تتغذى على التبن والشعير …
فقال : إذاّ .. نستطيع أن نقول .. أنك ستأكلين ( تـبن ) ..
فقالت من منطق فلسفي :
منطقيا .. نعم ..!!!