…. زوجي يا سيدي .. إنتفض وتغير .. إنحرف 180 درجه في سلوكياته .. بدأ يتبرم ويحتج .. بعد 25 سنه من حياتنا الزوجيه …
هذه مقدمه لرسالة السيده .. ( ميم عين ) ..
تقول السيده ( ميم عين ) في رسالتها :
لا أعلم سببا لإنتفاضة بعلي .. إلا أن ظواهرها بدأت منذ أشهر قليله .. تصور يا سيدي .. بأنه أصبح يدقق في كل شئ .. حتى أنه رفض أن يتناول طبق ( السلطه ) بفتح السين .. اليومي .. بحجة أنه يحتوي على ( الجزر ) .. والسبب في ذلك ( حسب قوله ) .. يعود إلى أنه لم يعد ( أرنب ) .. حيث أن الجزر هو ما تفضله الأرانب …
حتى طلاء أظافري لم تسلم من إحتجاجه .. فتاره يقول أن هذا الطلاء يفسد الوضوء .. على الرغم بأني أزيله قبل أن أتوضأ .. وتاره أخرى لا يعجبه اللون .. وسبحان مغير الأحوال .. فقد كان بعلي معجب بجمال يداي .. حيث كان يقول لي .. أن جمال المرأه يكمن في جمال يداها .. وأتذكر قوله لي في ( أسبوع العسل ) .. أن يداي .. وأناملي .. لا تصلح إلا للعزف على بيانو .. لا لتقشير البصل والبطاطس .. ومن يومها لم أدخل المطبخ ..!!
كان رومانسيا .. يضمني .. قبل أن أصبح ( دبه ) .. لنتمايل على نغم البلوـ دانوب .. وكان له حظاً في الشعر .. فيقرضه .. ويسمعنيه ..!!
سيدي .. أنا في حيره من أمري … من هذا التحول الذي طرأ على أبو عيالي .. !!
كان زوجي مطواعا .. هادئا ووديعاً كالحمل .. وودودا كالكلب .. مسالماً كالقط .. وشهماً كالأسد …!!
وفجأه قال لي مهددأ .. سأترك لك الجمل بما حمل .. وخرج .. وقبل خروجه قال لي : بكرهك .. بكرهك .. يا ( ميمي ) …!!
كلماته هذه هزّت أعماقي من داخلها .. أعادت لي الصواب ..
كنت على خطأ كبير .. مقصـّره في حقه .. غير مباليه في إهتماماته .. ولا أعطي بالا لشخصه ولا أهتم كثيرا لراحته ..
أعترف بأني كنت أهتم .. بإختيار موديلات أحذيتي .. أكثر من أن أحرص على توفير الجو المناسب والمريح له في المنزل …
كان يشجعني على المطالعه والقرائه .. من خلال مكتبته التي تحتوي على كتب قيمه .. إلا أني كنت أطالع المجلات التافهه .. مما جعل بيني وبينه حاجزا ثقافيا .. تمنيت إجتيازه لأشاركه أفكاره وآرائه … !!
قلقي وخوفي .. ينبع من ( مراهقة ) الأربعين .. وبعلي تجاوز الأربعين عام بقليل .. ويقال أن مراهقة الأربعينيين .. خطيره وقاضيه .. أقلها أن ( يصكني ) بالثانيه .. !!
فهل يعود .. أبو عيالي ؟؟
هل يعود أبو شعر.. أبيض وأسود .. ؟؟
الحائره
( ميم عين )
ولكم أطيب التحيات ..!!!