أخي / بشير العصباني ,
لاغرابة في أن تلامس هذه الأمور وأنتم لكم باعٌ طويلٌ في ساحات المحاكم ،
أخي التوثيق لاينبغي للدين وحسب . بل حتى في أمورٍ عديدة ، أنت في هذا المقال الوافي أشرت وأوضحت إلى ظاهرة الدين بين الأصدقاء ومايكتنفه في البداية من لِحاف الثقة ووسادة الإطمئنان ، فلا ينام قرير العين حتى يسعى لفك ضائقة صديقه ولو لم يشهد عليها أحدًا ،
وتتجلى ذلك في عدة أسباب : أولها / يحاول هذا الصديق المخلص أن لايجعل بينه وبين عملٍ ينفع به صديقه أحدٌ من الناس ، صدقني البعض ليس تغابيًا فهوليس محتاجًا لإسترداد هذا المال من هذا الصديق ، ولكن لايحاول إحراج صديقه بإعلامهم أنه يحتاج إلى المال .
الثاني/ بعدهما عن الناس فالصديق هو ستار صديقه وهو أنيسه ولعلّه أبدى له حاجته في مكانٍ خالٍ لايوجد فيه غير رب العالمين شاهد ، الحاجةماسة والصديق في ضيق والوقت يمشي سريعًا ، فلايجد هذا المُقرض من دفع المبل بُدّا ، ممايبعده عن أمان " التوثيق " الّذي يعرف فوائدة ، ولكن الظروف أتت بدون ترتيب مسبق فتناول "محفظته" وفكّ ضائقته الوقتية.
هذا في مسأل الدين . لكن من الأمور التي أجدني مجبورًا على توضيحها هو عدم توثيق الثروات ، كأن يتشارك الأخوان في بعض المشاريع ومن منطلق الأخوة الصادقة والثقة العمياء " التي قد يكونا كلاهما أهلاً لها" فلا يتم التوثيق .
فلكم أن تتخيلوا لو مات هذا ومات ذاك وكانت هذه الثروة ( مزرعةً اوعمارةً أو منشأة) في إسم أحدهما ، من الّّذي يضمن للآخر أو لورثته حقهم ..؟؟!
يجب علينا أن ننمّي مسألة التوثيق بيننا فهي أساس الثقة ، فليس غريبًا أن يقرضني صديقي مبلغًا من المال أسد به حاجتي الضرورية ثم أقول له هذا هو السند وأكتبه بخط يدي وأبحث عن شاهدين لكي أوثق ذلك المال لصاحبي .
صدقوني إن لها تأثيرًا طيبًا في نقس الصديق ، قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) صدق الله العظيم .
نسأل الله أن يجعلنا من المتقين الّذين يراقبونه ولايراقبون احدًا سواه .
كل التقدير واعذرني على الإطالة .
والسلام عليكم
المفضلات