رد: أخي: المراقب ، المشرف ، العضو 00 هل أنت منافق ؟
عاصفة الشمال
أود التنبيه على أن لا نطلق لفظة ( منافق)على شخص مالم نتثبت
من وجود إحدى خصال النفاق به فقد سمعت أحد شيوخنا الأفاضل يُحذّر
من إطلاق هذه للفظة جُزافًا على الناس في أبسط هفواتهم.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
[/center]
بارك الله في هذا الفكر النير وكتب الله لكِ أختي الفاضلة (العاصفة) الأجر
فقد روى البخاري في صحيحه أن أسامة رضي الله عنه رأى رجلاً من المشركين أمامه،في إحدى الغزوات فعلاه بسيفه
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله فما تركه أسامة حتى قتله !!
فلما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ذلك
قال عليه الصلاة والسلام مستنكراً عليه: (أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟!)
قال: يا رسول الله! قالها تقية قالها ـ خوفاً من القتل ـ قال رسول الله: هلا شققت عن قلبه!
أقتلته بعد أن قالها؟!
قال أسامة : فما زال يكررها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا حين ذاك).
رغم أن أسامة في موقف ترجح لـه أن هذا الرجل كاذب وهو في موقف قتال ضد المسلمين
فلما علاه بالسيف قال: لا إله إلا الله فترجح لدى أسامة أن هذا الرجل يريد أن ينجو من القتل بهذه الكلمة
لكن النبي عليه الصلاة والسلام شدد عليه جداً
وهو يقول له: (أقتلته بعد أن قالها؟!)
وهذا يدلنا على أن الأصل هو الحكم بالظاهر
ولذلك لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أدرأوا الحدود بالشبهات)
كان يرشد إلى أنه لو اشتبهت بأن هذا الرجل لابس الحد أو لم يلابسه
فاعتبر أنه لم يلابس الحد
فإذا وقعت للقاضي شبهة فلا يحل دم المسلم أو عرضه أو ماله بالشبهة
وإنما بيقين
فلذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أن المنافقين كاذبون ومع ذلك ما أحل دماءهم
حتى لا يتجرأ من يأتي بعده ويفعل ذلك
مع كونه عليه الصلاة والسلام المكلم من السماء
وكلنا نؤمن أن الوحي بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ انقطع
وكل من يتوهم أنه يستطيع أن يكشف حجاب الغيب ويطلع على النيات والسرائر
فإنه مخطئ مهما كانت الظروف
فليس هو أحسن منزلة عند الله من أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ حب رسول الله وابن حبه
وليس الظرف الذي يعيشه هو كالظرف الذي كان يعايشه الصحابي الجليل أسامة
و هو حال الحرب وإلتقاء السنان بالسنان
ومعلوم أن النبي عليه الصلاة والسلام أول ما دخل المدينة وادع كل من كان حولها ومن كان فيها -أي: سالمهم- لأنه لا قبل له بهم
حتى جاءت موقعة بدر فبدأ النفاق يظهر لأن القوة الإسلامية بدأت تظهر
فما ظهر النفاق إلا لقوة الدولة الإسلامية بعد موقعة بدر
لأن موقعة بدر فصلت الأمور فصلاً تاماً ورفعت المسلمين رفعاً عظيماً
فبدأ المنافقون -وعلى رأسهم عبد الله بن أبي ابن سلول- يوادعون وينافقون ويظهرون
خلاف ما يبطنون وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعرف ذلك منهم
لكنه أعلم الناس أن الحكم إنما يكون بالظاهر
وحتى لا يفتات الناس على الله عز وجل فيحكموا على العباد بما يظنونه في قلوبهم
والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم المنافقين لاسيما بعد غزوة تبوك
التي تخلف عنها أكثر من ثمانين من المنافقين وصاروا يعتذرون بشتى الاعذار
كي لا يخرجوا في هذه الغزوة بسبب شدة الحر فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم
من تبوك جاءه المعذرون يعتذرون إليه برغم أنه كان يعلم نفاقهم وكذبهم
إلا أنه قبل منهم علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل
ومما يدلنا على معرفته بالمنافقين: أنه لما جاء كعب بن مالك
وقال: (يا رسول الله! والله ما كان لي من عذر وما جمعت قط بين راحلتين كما جمعتهما في هذه الغزوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: أما هذا فصدق)
ما معنى هذا الكلام؟
معناه: أن الثمانين الذين اعتذروا قبل ذلك كذبون ومع ذلك قبل علانيتهم واستغفر
لهم: (وأما هذا فصدق فقم حتى يحكم الله فيك) فكان يعرفهم
لكنه لا يستطيع أن يقول لرجل جاء وقال: أنا آمنت أن يقول له: لا أنت كاذب
أنت تضمر خلاف ما تقول؟؟
فإن هذا يجرئ العباد بعده على أن يحكموا على ما في قلوب العباد
[blink]وهذا خطير جداً [/blink]
ولو أن هذا الباب فتح لفتح به شر مستطير لا يعلمه إلا الله
ولذلك لا يجوز للقاضي أو للحاكم أن يحكم بخلاف ما يسمع من لسان المتهم
أما أن يحكم على ما في قلبه أو يقول: لا. أنت تضمر خلاف ما تقول بغير حجة ناهضة
فهذا لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه
وجميع أنبياء الله عز وجل إنما يحكمون بالظاهر
وأننا نقبل علانية الرجل ولا نتكلف حشر ذواتنا فيما يبطن
وما أمرنا أن نشق عن قلب أحد.
بالغ الشكر للجميع.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حماد عبدالله أبوشامه
المفضلات