الوجيه / جابر بن أحمد بن سعيد بن فالح بن شهبي العرادي البلوي
المجال : وجهاء بلي ،موظف حكومي
نبذة عن الشخصية:
متفاني في خدمة وطنه و أبناء بلده كافه مثال للإصرار والطموح والهمة و التفاني و الإخلاص في القول والعمل وهو مثال ظاهر وحي لرجال قامت بجهودهم و تفانيهم دولتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية في بداية نهضتها،كانت الحاجة ماسة إلى رجال يتحملون الصعاب و يضعون على كاهلهم هم نشر العلم و التطوير.
المولد والنشاة :
ولد جابر بن أحمد بن سعيد بن فالح بن شهبي العرادي البلوي في البادية في البلوية بالقرب من الوجه، توفي والده رحمه الله وهو في سن الرابعة من عمره، وفي سن قبل السادسة بقليل انتقل مع والدته وإخوانها للوجه لكي يلتحق بمدرسة الوجه آن ذاك وهي من المدارس القديمة في الحجاز ، ونظرا للظروف المعيشية الصعبة وقتها، وانتشار الأمراض والفقر والجوع وقسوة الحياة، واصرار والدته رحمها الله على أن يلتحق بالمدرسة بعد وفات والده الذي كان أيضاً حريصاً على أن يلتحق بالمدرسة لكن القدر حال بينه وبين تحقيق هذه الأمنية التي تراود الكثيرين من أبناء القبيلة وقتها، مما اضطرها رحمها الله إلى السكن في غار بالقرب من الوجه وكانت تتردد على المدرسة لقبوله إسوة بأخويها حماد سليم وحمدان سليم لكنة المدرسة رفضت، ولكن هذا الرفض زاده إصرارا وكان يذهب للمدرسة يومياً ويستمع من خارج الفصل لجميع الدروس التي يتلقاها الطلاب، ومع هذا الإصرار الذي تم قبوله وكانت فرحة له ولأمه التي كانت وقتها انهكتها الأمراض فكان يدرس في المدرسة صباحاً، وكان في وقتها يتم إعطائهم وجبات طعام كان يحتفظ بها حتى نهاية الدوام لكي يتقاسمها مع والدته المريضة رحمها الله، وكان يرعاها مساء ويدرس في الصباح وما هي إلا أشهر . قليلة حتى توفت والدته رحمها الله وعمره ست سنوات، ولأن الوجه مجتمع عرف عنه التكامل بين حاضرته وباديته والعلاقة الوطيدة بينهم على مر التاريخ ،فكان حاضرة الوجه في ذلك الزمان عرف عنهم بالطيب والكرم وفعل الخير وحرصهم على كفالة الطلاب والدارسين في مدرسة الوجه فكانت كل عائلة تتكفل بطالب أو أكثر بإطعامهم وكسوتهم، فمن توفيق الله ورعايته سخر له عائلة الوجيه / أحمد الفرشوطي رحمه الله و جزاهم الله خير الجزاء فتكفلت به فعوضوه عن فقد الأب والأم يقول جابر رحمه الله ” كان الوجيه/ أحمد الفرشوطي رحمه الله بمثابة والدي وزوجته بمثابة أمي لم يبخلا علي بشيء رغم شح كل شيء وقتها واتذكر لما أصبت في الحصبة واشتد علي المرض كانت تاخذني زوجنه إلى البحر وتغسلني فيه حتى مَن الله علي بالشفاء ” أكمل دراسته حتى أنهى الصف السادس من المدرسة وهو في سن العاشرة من عمره وكان بين فترة وأخرى يتردد عليه أعمامه وإخوانه الكبار وكان يقضي إجازاته في الديرة بين إخوانه وأعمامه وخواله .
الدراسة والعمل :
- دَرس رحمه الله في مدرسة الوجه النظامية الى الصف السادس وهي ما يعادل الابتدائية وكان عمره عشر سنوات وكان متميزا في الدراسات الإسلامية، والدراسات القرآنية
- طلب أمير الوجه حينها حمد المبارك رحمه الله شخص يكون صغير السن متميز بتعليم القرآن الكريم ليدرس بناته فرشحوه له وتوظف أول وظيفة له كمعلم واستمر بالتدريس والدراسة أيضاً لتحقيق طموحه وهو تعلم إشارة “المورس“
- كان طموحه رحمه الله أن يكون مهندس شنطة اللاسلكي وكان يطلق عليها “مهندس شنطة” وكانت أبرز مهام مهندس الشنطة تنصيب اللاسلكي وتشغيله وصيانته واستقبال اشارة المورس وترجمتها لأحرف وارسال الشفرة بعد ترجمتها من الأحرف إلى لغة المورس وإرسالها بالطرق على آلة ” المنبلة“. تعلم رحمه الله لغة “المورس” على يد أكفأ المعلمين بلغة “المورس” وهندسة اللاسلكي في مدينة الوجه التي اشتهرت في بداية الدولة السعودية بأنها مدرسة مهندسين اللاسلكي وقد تخرج منها العديد من رجال الدولة، وأصبح رحمه الله معلما للغة المورس وتعلم على يده العديد من أبناء الوجه والجوف وعرعر ورفحاء يقول رمضان الشاذلي مدير مطار عرعر سابقاً “لقد تعلمت لغة المورس على يد جابر العرادي رحمه الله ولن انسى له هذا لإنها كانت بدايتي في العمل الحكومي “.
- لم يقف طموحه عند هذا الحد في عام ١٩٤٩م ذهب الى المملكه الاردنيه الهاشميه عمان وحصل على دبلوم للاسلكي والكهرباء عام ١٩٤٩م .
- بعد حصوله على دبلوم اللاسلكي والكهرباء توظف في مدينة الجوف وكان أميرها وقتها عبدالرحمن بن أحمد السديري وظل في يعمل الجوف وقد سبقه حينها أخواله حماد سليم رحمه الله وحمدان سليم وزوج خالته عواد بن غانم رحمه الله وكانوا يسكنون في بيت واحد “البيت الكبير” ثم أنتقل إلى رفحاء.
- انتقل إلى رفحاء عام ١٩٦١م تقريبا وعين مديراً للاسلكي والبريد في رفحاء وقد كانت أكثر تطوراً من الجوف وذلك بسبب وجود شركه التابلاين حيث وجود الاتصالات والكهرباء ومستشفى متقدم وتسهيلات تقدمها الشركة للموظفين الحكوميين ومديري الإدارات من توفير للسكن والمرافق الخدمية الحديثة وتعلم اللغة الإنجليزية وتطور المعدات والأجهزة اللاسلكية بها وبعدها ببضع سنين افتتحت شركه أرامكو أول مطار في رفحاء وعين رحمه الله كأول مدير للمطار في رفحاء عام ١٩٦٢م
- كان رحمه الله يجيد اللغه الإنجليزية تحدثاً وكتابه وكان يتواصل بنفسه مع الجهات المعنية لتوفير البيانات الجوية للطيارين وكانت له علاقات حميمية مع الطيارين السعوديين وقتها.
أنشطته وعلاقاته وشخصبته:
- كان رحمه الله من أوائل من طالب بتعليم البنات في المملكة وقد قام بتعليم بناته قبل المدارس النظامية في المملكة وواجه انتقادات كثيرة لم يكن يكترث لها وكان يقول قوله المشهور ” سيأتي يوم يتسابق فيه الجميع لتعليم بناتهم حتى أولئك الرافضون اليوم”
- كان رحمه الله يحرص اشد الحرص على ان يوصل جميع من في المطار إلى منازلهم أو هجرهم مع شح السيارات في ذلك الوقت.
- كان رحمه الله حريص على العلم ويحث أهل بيته على العلم فحرص على تعليم بناته قبل الدراسة النظامية للبنات وحرص على تعلم زوجته القرآن الكريم ، كان رحمه الله ينصح الشباب بعدم ترك المدراس والاستمرار بطلب العلم ، وكان يتوسط لبعض الأبناء عند آبائهم لكي لا يتوقفوا عن الدراسة وكان ايضاً من المشجعين للشباب في تحقيق طموحهم يقول عيد الكلابي نائب مساعد المدير العام للإقليم الأوسط بالخطوط الجوية العربية السعودية سابقاً. رحمه الله ” كان العم جابر يحثني على الدراسة وأن لا أتوقف وكان يشجعني وكأنني أحد ابنائه” وبقول اللواء متقاعد منصور بن نجر العتيبي مدير عام المباحث الإدارية بالمملكة سابقا “كان جابر محبا للعلم وغرس في نفوسنا حب العلم “.وقالت فيه الشاعرة الأستاذة أمية العليوي واصفة حبه للعلم وحثه عليه وحرصه على تعليم الإناث إسوة بالذكور :
- كان رحمه منظما في وقته وكان لايسمح لأي شيء أن يعيقه عن أداء العمل المناط به فكان أهل بيته يعرفون ادق التفاصيل في أوقات عمله فيكون كل شيء في وقته الطعام والنوم والاستيقاظ من النوم وهكذا وكان يرى أن الإنسان الغير منظم المخل في واجب وظيفته لا يستحق الوظيفة ولا الراتب الذي يتقاضاه.
- كان رحمه الله يدون كل شيء يخاف أن ينساه ويتعلق بأناس آخرين بأوراق صغيرة لكي يرجع لها وكان يخبر أهل بيته بها وكان يضعها بشنطة صغيرة بالإضافة إلى الوصية.
- كسب رحمه الله حب جماعته وجيرانه فلا زالوا يذكرونه بكل خير ويعتبره أهل رفحاء الذين احبهم واحبوه رمزا من رموز المدينة.
وفاته رحمه الله :
في عام ١٣٩٤هـ ذهب إلى مكة المكرمة حاجاً وبرفقته زوجته وبصحبة كل من سالم سعيد العرادي، وصديقه محمد المخلف الشمري ، وجاره عناد العنزي وآخرين وبعد أن أتم المناسك وفي عودتهم تعرضوا لحادث وتوفي رحمه الله وأصيب سالم سعيد العرادي بكسر في قدمه والباقي سلموا بحمد الله تقول زوجته رحمها الله “عندما رأيته بعد الحادث لم الاحظ عليه أي شيء وهو مسجي على الأرض وظننته نائم ”
يقول الأستاذ فايز مطلق الخشرم الرخيص الشمري “رحم الله جابر العرادي صاحب الأيادي البيضاء والسيرة العطره فمن باب اذكروا محاسن موتاكم ذكر والدي “مطلق الرخيص الشمري رحمه الله ” حدث حصل مع حجاج من ضمنهم بعض الجماعة فقدوا خيامهم في حج عام 95 أو 94 فقام شخص ينادي أنا جابر العرادي من أهل رفحاء من فقد أمتعته يأتيني اللهم ارحمهم وطيّب ثراهم وأكرم مثواهم واجعل الجنة مستقرهم”
اصدقاء المرحوم جابر العرادي :
صالح سالم زارع العرادي رحمه الله مدير اللاسلكي في رفحاء سابقا * سعد سليمان بن شهبي العرادي رحمه الله من أبناء عمومته ومن المقربين له* رمضان الشاذلي مدير مطار عرعر سابقاً * خليل الحماص رحمه الله مدير مطار الجوف سابقاً * حسين عبدالحميد البديوي رحمه الله*عمر السنيور * أحمد مصطفى البديوي رحمه الله المستشار السابق في السفارة السعودية ببغداد بجمهورية العراق*الكابتن عباس عبدالعال منة اول الطيارين في المملكة * والكابتن صديق أبو الجدايل *الشيخ حمد الأحمد رحمه الله من أعيان رفحاء ووجهائها* الشيخ مشل بن برغش التمياط أمير طلعة التمياط وشيخ التومان رحمه الله*الشيخ محمد المخلف الشمري رحمه الله من أعيان رفحاء ووجهائها *الأستاذ/ محمد منديل التويجري من أعيان رفحاء ووجهائها رحم الله الميت واطال الله في عمر الحي منهم
مشاركة من :
للتعديل أو الإضافة آمل كتابة تعليق ليتم ادراجها في الموضوع