لازال هذا العالم الإفتراضي يسيطر على عقول البعض وأصبح يُهدر وقته على مشاهدة هذا المحتوى الذي لافائدة منه سوى ضياع الوقت ، مثل البلاستيشن الألعاب الألكترونية وغيرها من أدوات الغزو الفضائي التي تغزو عالمنا ، لم يسلم منها مراهقين ولاحتى راشدين ،بل البعض وصل إلى مرحلة الإدمان على متابعتها ، ومن أخطر ماوصل إلى عالمنا مسلسلات الإنمي الياباني ، والإنمي هي رسوم كرتونية يابانية على شكل مسلسلات تمتد إلى مئات الحلقات ، الكبير والصغير أصبح مهووساً بمتابعتها ، الإنمي هي محتوى هابط يهدم العقيدة والقيم والمباديء، مع الأسف أعدائنا إستطاعوا أن يسيطروا على تلك العقول الخاوية التي تجد في متابعة هذه التفاهات شغف ومتعة، أصبح البعض منغلق على ذاته يعيش في ذلك العالم الإفتراضي الذي يعيشه وكأنه واقعه الحقيقي، بل وصل الأمر أن بعض الآباء والأمهات مهووسون بمتابعته غير مهتمين بحقوق ومتطلبات الأسرة ، كيف يستطيع هولآء الآباء والأمهات أن يكونوا أسرة ويربون أجيال وهذا مستوى تفكيرهم ! متابعة وإهدار وقتهم على مثل هذه التفاهات ، المٰحزن أن كبش الفداء لهذا الغزو هم أطفالنا يجولون بهذا الفضاء دون رقابة من الوالدين ، بعض الآباء يظنون أنها رسوم متحركة تناسب أطفالهم ،فيتركونهم يتابعونها، غير مدركين للخطر المُحدق بأبنائهم ، لقد وُضع لأطفالهم السم داخل العسل ، محتوى الإنمي يسهل تمرير معتقدات مخله بالعقيدة وبالأخلاق يمكن أن ترسخ في مخيلة الطفل فيسهل عليه تقليدها ، فتظهر لنا أجيال مُنسلخة عن بيئتها في العادات والتقاليد ، نُشكك في تربيتنا لهم ونحن من جعلناهم يحتضنون مثل هذا المحتوى بحجة إشغالهم عنا ، وحتى نسلم من إزعاجهم ، ونحن في غفله عنهم تمكنت هذه الرسوم المتحركه والألعاب الألكترونية من عقول أطفالنا وتركت آثارها النفسية والجسدية عليهم ، نجد الطفل منطوي على نفسه ،عدواني ،غير متواصل مع أسرته ، قل نشاطه الذهني ،إنخفض مستواه التعليمي ، صحياً فقد زادت حالات السمنة لإنعدام الحركة ، الطفل يتسمر أمام الشاشة بالساعات دون تحديد ساعات معقوله لمتابعته ، زادت حالات التشنج والصرع وغيرها من الأمراض بسبب كثرة المتابعه لمثل هذه المسلسلات الكرتونية والألعاب الألكترونية ، ثم نلوم أنفسنا إذا حصل مالم تحمد عقباه ، نحن من جعل أطفالنا يحتضنون هذه القنوات دون إدراك منا لمحتواها الذي ترك آثاره السلبية على تربية أبنائنا ، هم أطفالنا أمانة في أعناقنا ونحن مسؤولون أمام الله تعالى عن تربيتهم وتنشئتهم ،فلنحرص على أن نحميهم من ذلك الغزو وأن نطوقهم بسياج آمن كي لا تصل إليهم أيادي الأعداء المتربصين لأبنائنا وبث سمومهم في عقولهم بهدف تدمير قيمهم وأخلاقهم ، راقبوا أطفالكم وأختاروا مايناسب سنهم وتفكيرهم ،لا تتركوهم فريسة لتلك القنوات ،إستغلوا هذه القنوات في تعليمهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ،إستثمروا أوقات فراغهم بتسجيلهم بدور التحفيظ وممارسة هوايتهم المفضله وإكتشاف مواهبهم ، إنتشلوهم من هذا العالم الإفتراضي إلى أحضانكم كي تصلون بهم إلى بر الأمان .