.. أطرح هنا .. ما قد أصابني في حيره كبيره ..
وأظن أن لدى غالبيتنا نفس الحيره ..
أتحدث بالتحديد عن التناقض ما بين ( الفكر والشخصيه ) ..
بمعنى .. ما يطرحه المفكر من أفكار ومبادئ .. وتجده ( المفكر ) لا يؤمن بها أو على الأقل لا يطبقها على نفسه عمليا ..
وإن قلت هنا عن ( المفكر ) .. فما هو إلا مثال ..
ولكن هذه ( الشيزوفرينيا ) تتعدى المفكر .. إلى الزعيم السياسي وشعاراته .. مرورا بالشاعر والقاص والكاتب ..
فعلى سبيل المثال ..
كان الزعيم السوفييتي ( يريجينيف ) مولعا بالصيد .. وكان يستخدم بنادق الصيد الأمريكيه لهذه الهوايه ..
ولو دققنا في الأمر من ناحيه إيديولوجيته الشيوعيه .. لوجدنا أن إستخدام بنادق الصيد الأمريكيه من قبل ( الرفيق ) بريجينيف .. يعتبر رجس من عمل الشيطان …
وبعض زعماء العرب ــ هداهم الله ــ تجدهم ( يفقعون ) خطاباتهم الناريه ..
أمام شعوبهم ( الغفوره ) متشدقين بالحريات والعداله ..
وفي آخر الليل .. يستعينون بجلاوزتهم لكل من ينتقد الوضع القائم .. من قمع للحريات وغياب العداله ..
فعلى سبيل المثال :
فإن آخر ( الثورجيون العرب ) الرئيس ياسر عرفات .. رحمه الله .. فأول ما دخل ( غزه ) فاتحا .. إستأجر بيتا جاهزا ليكون ( سجن ) .. ولعله كان يؤمن بالقول العربي المأثور :
(( السجن قبل الخبز .. أحيانا .. ))
أما بعض اهل الفكر من عريبيا .. فحدث بلا حرج ..
فعندما نــُشر كتاب ( تحرير المرأه ) لـقاسم أمين ..
طرق أحدهم باب بيته .. وفتح ( قاسم ) الباب .. فقال له الطارق :
المعذره يا سيدي .. أريد أن أقابل ( المدام ) لأجلس معها ..
فنهره ( قاسم ) وغضب ..
فأجابه الطارق :
يا أستاذ .. أنا لا أعرف المدام الفاضله .. ولكنني أردت أن أثبت لك .. بأن ما تكتبه .. لا تقبله على نفسك …
وهنا وقفه .. لنشير إلى المفاهيم .. ما بين الشرق والغرب .. بهذا المعنى ..
فالغربي .. لا يهتم كثيرا في سلوكيات والتناقض في شخصية المفكر والسياسي والزعيم والأديب .. وحتى نجوم السينما ..
فالذي يهمه من الزعيم السياسي كمثال .. أن هذا الزعيم قد حقق له .. رغباته التي تنعكس على حياته وحياة مجتمعه ..
كتخفيض الضرائب .. أو تقليل نسبة البطاله .. أو زيادة المنافع من التأمين الصحي والنمو الإقتصادي .. وما إلى ذلك ..
ولهذا فالأمريكان أنتخبوا ( كلينتون ) لولايه ثانيه ..
لأنه حقق لهم ما وعدهم به .. ولا عليهم منه .. إذا ما داس الشرف والكرامه الأمريكيه بما فعله مع ( مونيكا ) في المكتب البيضاوي .. مكتب رئيس الدوله التي يعتبر رمزا أمريكيا ..
بينما هم .. أي الأمريكان أطاحوا بالرئيس ( نيكسون ) في فضيحة ووتر جيت الشهيره .. لأنه ( يعلم ) بأن حزبه قد تجسس على خصومه .. فهذه بمفهوم الأمريكان تعتبر خط أحمر لا يقبلها .. بالرغم بأن ( نيكسون ) من أكفأ الرؤساء الأمريكان ..
أعود ثانية للحيره .. لأتسائل هنا :
كيف بي أن أستقبل ما يقوله بعض أهل العلم .. إذا كان لا يأتي لدوامه الرسمي .. إلا بعد العاشره صباحا .. وبهذا فهو يعطل مصالح الناس .. ويخالف أبسط قاعده شرعيه .. حسب حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..
(( من أخذ المال .. حاسبه الله على العمل .. )) …
وكيف بي أن أستسيغ أو أقبل أو اشوف ( رجل البسبس ) والذي أتاحوا له الفرصه في وسائل الإعلام المختلفه .. ليعطينا محاضره في الوطنيه ..
وهو يعارض تشغيل مواطنيه في مؤسساته الكبيره والكثيره .. وإن شغلهم .. يبخسهم في معاشاتهم .. وفي لياليه الحمراء .. نجده كريم جدا .. فهداياه لبنات الليل ثمينه .. من غير الكاش ..
وكيف بي أن أصدق متزعما سياسيا .. يقود بلاده إلى الهاويه .. فيما لو تحقق حلمه ..
ولو تمعنت في أقواله فلن تخرج بفائده .. سوى أنه كالببغاء .. لا منهج ولا بـُعد نظر سياسي ..
وكيف بي أن أثق بوزير أو بوكيل .. وقد خرج من الوزاره ولديه ثروه منقوله وغير منقوله :
من أموال وعقارات ومصانع وشركات ووكالات ..
وسبب عدم الثقه تعود إلى حساباتي التي حسبتها .. أي أنني ضربت معاشه الشهري في 100 سنه ميلاديه .. فلم تأتي بقيمة قطعتي أرض في مدينتين فقط ..
ولا يمكن إجازتنا لهذه الأموال .. إلا إذا ضربنا معاشه الشهري في 5 سنوات ( ضوئيه ) وهذا مستحيل ..
طيب …
هل نحن ( عريبيا ) مصابون بالشيزوفرينيا الفكريه ..؟؟
وهل هي سبب من أسباب مصايبنا ؟؟
من وجهة نظري ..
أقولها .. نعم …. ونص ..!!!