… مشكلتنا .. بل أم المشاكل عندنا في دول العالم العاشر .. تكمن بما يسمى بــ ( الحرس القديم ) …
والحرس القديم هي فئه منتفعه من الحـُكم ونظام الـحـُكم ..
فتظهر أمام الحاكم أو نظام الحكم بأنها الحريصه على أمن البلاد .. وتوحي للحاكم بأنها ( الوحيده ) المخلصه للحكم ونظامه .. أما غالبية المواطنين فهم خونه وعملاء ويكرهون الحكم ونظامه ..
وأنه .. أي الحاكم .. لا يمكنه البقاء على كرسي الحكم آمنا ومطمئنا من غير جهودها الغير مباركه ..
ومن معلوماتي الشخصيه ومن مصادر موثوقه .. أن أحد الحكام العرب عندما وصل للحكم .. أراد أن يقضي على الفساد المنتشر في بلاده .. ولم ينجح .. بسبب هيمنة ( الحرس القديم ) على المؤسسات الحكوميه .. من القوات المسلحه للإقتصاد مرورا بالقضاء ..
فضاعت مصالح الناس .. فأصبحوا يتمنون الخلاص من الحكم ونظامه .. حتى ولو كان الخلاص عن طريق الشيطان …
بعض الحكام تفكيرهم محدود فيما يتعلق بــ( فلسفة الحكم ) ..
فيضعوا سيناريوهات فيما لو تمرد عليهم فئه من شعوبهم .. بأنهم سيدمرون بيوت هذه الفئه على رؤوسهم .. وقد فعلوها ..
ويتناسوا أن هذا السيناريو غير ممكن تنفيذه حاليا .. أعني في هذا العصر .. عصر العالم الحر والمتمدن …
وشاه إيران .. مثال لما نقول .. فلم ينفعه ( السافاك ) ولا سيناريوهاتهم ..
فكانت الثوره والتأييد الشعبي لها .. فكان محركها الدين .. ولكن السبب الرئيسي يكمن في معاناة الشعب من الفقر والجهل والمرض …
وكذلك الحال بالنسبه لتفكك الإتحاد السوفييتي ..
صحيح أنه جرى في عهد جورباتشوف .. إلا أن الأسباب كانت أيضا من معاناة الشعب طيلة الحكم الشيوعي .. فلم ينفع تنظيرماركس للثوره الشيوعيه ولا إيديولوجيات لينين وكايم .. ولم يستطع ( الحرس الحديدي ) أن يفعل شيئا ..
إن أزمة أنظمة الحكم .. تبدا قويه ومتماسكه في بدايات الحكم .. ثم تبدأ بــ( التراخي ) تدريجيا .. إلى أن ( يذبل ) الحكم ونظامه .. ما لم يكن نظام الحكم ( أي نظام ) .. يـتجدد بإستمرار .. بمعنى أن يتواكب مع متطلبات العصر دون المساس بثوابت الدين وبالقيم الحميده للموروث والعادات والتقاليد في المجتمع …
ورحم الله العالم الفذ .. السابق لعصره .. أبا زيد عبدالرحمن بن خلدون الذي أفادنا كثيرا حيث أشار لجزئيه مما ذكرناه هنا ..
ولله ثم للتاريخ نصيحة محب .. للحكام وأنظمة الحكم نقولها :
إن الحرس القديم لن ينفعكم .. فهؤلاء حاسبين حساباتهم جيدا .. إن صار ما صار .. فأموالهم في الخارج وسيستمعوا بها ..
أما الحكام فنرجوا الله أن لايكونوا كــ( أبي عبدالله الأحمر ) آخر ملوك الأندلس الذي بكى على ملكه وملك آبائه .. فقالت له أمه :
إبكي ملكا لم تصنه ……… إبكي كما تبكي النساء ..!!!