مقال ( التنمّر اللفظي ) بقلم / سلمى يوسف البلوي

سلمى البلوي

التنمّر اللفظي .. التنمّر هو الإعتداء على شخص بالضرب أو التلفظ عليه بألفاظ بذيئة ممكن أن تترك أثر نفسي سيّء على الشخص المُتنمر عليه ، وسأتحدث عن التنمّر اللفظي وهذا أكثر شيء نعاني منه ، والتنمّر خُلق بذيء نهانا الله تعالى عنه حيث قال:(وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ ..)والهمز واللمز والسخرية من الآخرين والإستهزاء بهم نوع من أنواع التنمّر اللفظي الذي يكون أشد وقعاً على النفس من التنمّر الجسدي، جراح الجسد قد تبرأ مع الأيام ،لكن جراح النفس تبقى غائرة ويصعب شفائها، كم من الهمم أُحبِطت، وكم من الأرواح إنكسرت بسبب كلمة تفوَّه بها صاحبها بقصد أو دون قصد لكنها تركت وجعاً كل عبارات الإعتذار لن تجبره أبداً، والتنمّر اللفظي يكون بالإستهزاء بلون البشرة أو بإعاقة جسديه أو ببدانة أو نحافة أو حتى في خلقة الله وهذه هي الطآمة الكبرى حينما يسخر ويستهزئ المخلوق بخلقة الخالق ،فاالله هو الذي خلقنا فأحسن خلقنا ، وإذا أخذ منا شيء سيعوضنا بأفضل مما أخذ منا ،أحياناً نرمي بكلمات جارحه من باب المزاح فلا نلقي لها بالاً لكن وقعها كان كالسهام التي أصابت هدفها وتركت جراحاً عميقه يصعب إلتئامها ،أكثر من يعاني من التنمّر اللفظي هم أطفالنا إحدى الأمهات تحكي لي تقول : إبنتها جآت من المدرسه منهارة من البكاء وحينما سألتها عن السبب قالت:أنها زميلاتها يعايرنها بلون بشرتها ،طبعاً حفاظاً على مشاعر الطفلة أضطرت الأم إلى نقلها من مدرستها إلى مدرسة أخرى ،والطفلة المسكينه تعاني الأمرين البعد عن صديقاتها وحزنها على فراقهن ، وتنمّر الأُخريات عليها ، لقد تركت هذه الحادثة أثر نفسي عميق على الطفلة لاسيما وأنها يتيمة ، وذات مره شاهدت طفل يتنمرون عليه أقاربه بسبب بدانته حزنت كثيراً لأجله ، أنا أجزم أن كل هذه المفاهيم زرعها الوالدين في أبنائهم دون إدراك منهم فعندما يسمع الطفل والديه أو المقربين له ينعتون شخص بهذه الأوصاف يظن الطفل أن الأمر عادي ولا يضر فيردده ، كم من شاب حكم عليه بالسجن أو القصاص بسبب كلمة ألقى بها وكان الشيطان حاضر بينهما فكانت النتيجة قتل نفس بريئة بسبب كلمة لم يدرك المصيبه التي ستحل عليه بسبب هذه الكلمة علينا جميعاً أولياء أمور ومعلمين ومختصين كلاً في مجاله أن نعالج هذه الظاهرة قبل أن تصبح مُعّضلة يصعب حلها، فلأننا نحب أبنائنا علينا أن نزرع فيهم حب الغير وعدم الإستهزاء بهم وأننا جميعاً إخوة مسلمين تربطنا روابط الإخوة والإسلام ولا فرق بيننا ، كذلك يجب على الوالدين أن يكونوا القدوة الصالحة لأبنائهم فالتربية لا بد أن تكون بالفعل والقدوة وليس بالكلام فقط..
بقلم / سلمى يوسف البلوي

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version