إنتشرت في أوساط مجتمعاتنا ظاهرة الإحتفال بأعياد الميلاد ، هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا ،وهي تقليد لمجتمعات الغرب أعتاد الناس عليها ، أصبح يحتفل بها الصغير والكبير ، بل تطور الوضع عند البعض إلى الإحتفال بهذه المناسبة جهاراً أمام الناس، على أنغام الموسيقى الصاخبة خصوصاً من فئة الفتيات ، تحكي لي إحدى الأخوات تقول كنت جالسة مع صديقتي فى كوفي وفجأة تتعالى الأصوات، والصراخ ، يقال صديقاتها عملوا لها (سربرايز) أي مفاجئة فلم تتمالك نفسها من الفرحة فعبرت عن فرحتها بالصراخ ، إحتفلوا معها في مكان عام، وحولها عمال المقهى يعزفون لها على آلات موسيقيه و يغنون لها (هابي بيرثداي تو يو ) وهذا أكبر دليل على أنه هذه العادة دخيلة علينا من الغرب ،حتى عبارات التهنئة يغنونها بلغتهم ، ثم يُضيئون لها الشموع وتقوم بتقطيع الكيكة ، كل ذلك على مرأى من أعين الناس ،لاخوف من الله ولاحياء من الناس ، فتيات في عمر الزهور لا حسيب ولا رقيب تتعالى أصواتهن بالضحك والصراخ أمام الرجال وقد نزعن لباس الحياء والحشمة ، مع الأسف لازالت بيوتنا عامرة بهذه الإحتفالات ،ونشرها عبر السناب شات ،الواتساب ، الإستقرام ، أطفال صغار تُوقد لهم الشموع و تُعمل لهم طاولات يُقدم عليها كل مالذ وطاب ، وهذا مخالف لما أمرنا الله تعالى به ، وهو الإعتدال وعدم الإسراف والتبذير ، لو أنفقوا قيمة ما بذلوه لهذا الإحتفال بالتصدق على أسرة فقيرة بنية صلاح إبنهم لجمعوا بين الأمرين إسعاد فقير وصلاح إبنهم ، الطفل حينما يولد تعمل له عقيقة فقط وهذا من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،غير ذلك بدع مُحدثة لا أصل لوجودها في الدين ، أطفالنا من حقهم علينا تربيتهم وتنشئتهم على مبادئ ديننا الحنيف لا أن نزرع فيهم عادات وبدع ليست من ديننا ، الأولى أن نزرع فيهم القيم الإسلامية ولا ننزعها منهم بتعوديهم على مثل هذه البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، ولم يرد عن نبيه ولا عن صحابته بإتباع أو القيام بهذه الإحتفالات ، التهنئة والإستجابة لحضور أعياد الميلاد لاتجوز شرعاً ، مجاملة الآخرين على حساب ديننا مخالفة لأوامر الله وسنة نبيه ، أن يمنحنا الله يوماً جديداً فهذه نعمة علينا أن نشكر الله عليها ونستغل أيامنا بعمل الطاعات لا أن نقابلها بالبدع والإحتفالات ، إحتفالات أعياد الميلاد لاتجوز شرعاً لما فيها من إستحداث البدع وإتباعها ، كذلك إستنزاف لميزانية الأسر وهذا يدخل في باب الإسراف والتبذير ،إحدى الأزواج يشتكي من زوجته بسبب إلزامه بعمل عيد ميلاد لطفلهم وحينما إستنكر هذا الأمر كبرت بينهم المشكلة وكادت أن تتسبب في إنفصالهم ،حفلات أعياد الميلاد من البدع التي بينها أهل العلم، وهي داخلة في قول النبي ﷺ: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أسال الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه .
بقلمي / سلمى يوسف البلوي
مقال : ظاهرة أعياد الميلاد
اترك تعليقا