أهم ما يذكر لبلي قبل حكم محمد علي هو نضالها المستمر ضد غزو نابليون بونابرت في حملته الفرنسية على مصر التي بدأت عام ١٧٩٨ م حتى عام ١٨٠١ م، وكانت قبائل بلي والعيايدة والزناتية من ألد أعداء الفرنسيين وفي حالة حرب (١) مستمرة معهم في مصر، وبعد عودة نابليون بعساكره لمصر من الشام مهزومًا بعد أن عجز في دخول عكا لامتناع حصونها وتفشي مرض الطاعون في الفرنسيين، أصدر نابليون منشورًا رسميا في البلاد المصرية ذكر فيه أن سبب عودته إلى مصر ليس بسبب هزيمته وعجزه وإنما بسبب رغبته في تأديب بلي والعيايدة الذين هم السند القوي للمماليك في مصر؛ ولأن العربان من بلي والعيايدة يهاجمون عساكر الفرنسيين ويستولون على أسلحتهم ومتاعهم، وكما أن بعض شيوخ (٢) بلي والعيايدة يحرضون الفلاحين من أهل القرى على العصيان المدني والثورة الشعبية ضد الفرنسيين في مصر، وعثر الضباط الفرنسيون على عدة خطابات لأهل سرياقوس والخانكة بالقليوبية وغيرها تؤكد هذا التحريض.
وقام الجيش الفرنسي بمطاردة عربان بلي الذين فروا إلى الصحراء الشرقية وسيناء، ولكن نابليون تمكن من عرب العيايدة في الخانكة وهاجم خيامهم ونهب أغنامهم وماشيتهم وقبض على رجال منهم وأودعهم في سجن القلعة بالقاهرة.
وظل هذا الحال في العداء المستمر ما بين بلي والغزاة الفرنسيين حتى هزمهم الله تعالى وخرجوا من البلاد المصرية بعد أن كانوا كابوسًا جثم على صدر مصر المحروسة ثلاثة أعوام هي سني الجمر بالنسبة لطوائف الشعب المصري الأبي.
(١) من كتاب وصف مصر م ٢ – للفرنسي أميديه جوبير ترجمة الأستاذ/ زهير الشايب.
(٢) ومن بين الشيوخ البارزين في مجاهدة فرنسا في حملتها على مصر ١٧٩٨ م سليمان الشواربي في القليوبية وقد كان يُحرِّض أهل القرى على الثورة ضد الغزاة فقبض عليه نابليون وأعدمه شنقًا.
والشواربي من عائلة الشواربية في القليوبية وهي من أشهر العائلات في قليوب وتنتمي رغم تحضُّرها الآن إلى الأحامدة من حرب، كما ذكر الشريف البركاتي في رحلته اليمانية.
وذكر حمد الجاسر في معجمه لقبائل السعودية أن رواة حرب يذكرون أن الأحامدة من سُلَيْم، أي من بني سُلَيْم بن منصور العدنانية ودخلوا في بني سالم من حرب – نقلًا عن كتاب نسب حرب لمؤلفه السعودي عاتق بن غيث البلادي الحربي.