إذا رأى رب الأسرة سوء في أخلاق جيرانه وخاف على أخلاق أبنائه فيستطيع التخلص من المشكلة بالإنتقال من الحي ،وإذا خاف من تدني مستوى أبنائه أو خاف على أخلاق أبنائه بسبب سوء المدرسة التي يدرسون فيها فبإمكانه تغيير المدرسة لكن المصيبة إذا كانت المشكلة هي داخل المنزل فأين يهرب إن غاب ساعات أو أيام مصيره العودة إلى البيت لا مفر ولا مهرب من الأسرة لأجل ذلك كان حقاً علينا كأباء أن نعتني بتطوير ثقافتنا في التعامل مع الأسرة من زوجك وأبناء حتى تستقر نفوسنا إذا دخلنا بيوتنا فإن الأستقرار الأسري للأسرة المسلمة هو الخطوة الأولى في صلاح المجتمع بل الأمة لأن الأسرة ماهي إلا لبنة والمجتمع مجموعة لبنات إذا ترابطت برباط قوي عادت الأمة لمجدها وإليك هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة فيجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ماصنعت شيء فيجيء أحدهم فيقول ماتركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه إبليس منه ويقربه ويلتزمه يعني يضمه ويقول نعم أنت ) إبليس حريص على تمزق الأسرة لأنه يعلم أن صلاح الأمة بصلاح الأسرة والله له أولياء قال تعالى الله ولي الذين آمنوا .. الآية وكذلك إبليس له أولياء قال تعالى والذين كفروا أوليائهم الطاغوت .. الآية فالكافرين والمنافقين يسعون على طريق وليهم إبليس فيحرصون على شتات الأسرة المسلمة بإفساد دينهم وأخلاقهم فعلينا تحصين أسرتنا المسلمة بتقوى الله حتى تطيب لنا الدنيا والأخرة قيل لخليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وهو على فراش الموت لم تبقي لأبنائك من المال إلا القليل فقال أبقيت لهم تقوى الله فإن كانوا صالحين فالله ولي الصالحين وإن كانوا غير ذلك فلا ألقي لهم مال يعصون به الله فما هي إلا سنوات حتى أصبح أبناؤه يخرجون الخيل في سبيل الله من كثرة مالهم .