مورقةٌ .. وارفةُ الظلال .. كانت تلك الشجرة الشامخة أمام منزله
تقبعُ في صمتٍ لا يحرّك ركوده سوى حفيفُ أوراقها حينما
تداعبها نسمات الشمال الشقيّة ..
تمنحُ ظلالها لكل عابر صهره الهجير ، ترسمُ بأغصانها لوحةً
خلّابة تُزيّن المكان ..
كانت تسافر بجذورها في باطن الأرض ترتشف ماتستطيع
ارتشافه من الماء وتظلّ شامخةً معطاء
إلا أن فكرةً حمقاء ظلّت تطرق رأس صاحب المنزل .. فقد رأى
أن الشجرة هرمت .. وتشعّبت أغصانها وباتت (تشوّه) واجهة
منزله ، وتُخفي الكثير من جمال أسواره !!
وفي ظهيرة أحد أيام الصيف .. حينما تعامدت أشعّة الشمس
على الأرض تعامد الغباء على رأس ذلك الرجل .. فقرّر قطع ..
بل قتل الشجرة !
بذل مجهوداً كبيراً في تنفيذ جريمته .. بكت الجذور .. تأوّه
الجذع .. وانتحبت الأغصان !!
وفي لحظة .. هوت الشجرة على الرصيف ، كفارسٍ شجاع ظلّ
يُقاتل ببسالة ويصمد أمام جيشٍ من الأبطال ، إلى أن فاجأه
جبانٌ بطعنة غدر .!!
شعر الأحمق بنشوة الإنتصار ، مسح شلالَ العرق من فوق
جبينه ، ألقى نظرةً على جثة الشجرة ..وابتسم ..
عندها .. بصقَ الظلُّ في وجهه .. ورحل !
هناء العرادي
تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 140