إن المجتمع في بلادنا اليوم يعاني من التفكك الأسري المتزايد ، فأصبح الترابط والتعاون السليم والمثالي بين الرجل والمرأة في الحياة ليس كما كان في السابق ، خصوصآ في المهام الطبيعية التي فرضتها الفطرة على كلا الجنسين .
بل قد وصل الأمر اليوم الى المطالبة بالخلط بينهما والمساواة وتبادل المهام ليقوم احدهما بمهام الأخر ، وذلك يشكل تهديدآ صريحآ على الطبيعة البشرية التي سنها الله ، وكذلك على المجتمع الاسلامي المحافظ ، ناهيك عن العادات والتقاليد القبلية التي يتمسك بها الكثير من أبناء هذه البلاد.
كثيرون هم المطالبين بحقوق المرأة وتصويرها على أنها ضحية المجتمع المحافظ فيتحدثون عنها على أنها مسلوبة الحقوق ومضطهدة ومظلومة لا رأي لها بل وصل الامر في وصفها من قبل بعض أهل المنهج التغريبي على انها أمةً مملوكة بعقد نكاحها.
وهذا افتراء وتجني محض فلم تصل المرأة الى هذا الوصف الكاذب عن حالها أبدآ من بداية ظهور الدين الإسلامي حتى هذا الوقت في بلاد الإسلام.
أن الهدف الأساسي من وراء هذه المطالبات مصالح خارجية قبل أن تكون مصالح البعض في الداخل.
ومن تلك الأهداف هدم الأسرة والمجتمع ، ولا يكون ذلك الا بتغييب الأم عن دورها الأساسي وجعلها تخجل من وصفها بربة البيت ( وهذا بالضبط ما نجح به أصحاب هذا الفكر)
ومن الأسباب التي جعلتهم يتقدمون في هذا التغيير أخطاء وتهاون وقع به الرجل قبل المرأة .
فكانت البداية بتنازل الرجل عن بعض حقوقه التي كفلها له الشرع والعُرف وسأذكر أحد الأمثلة على ذلك . وهو السماح للمرأة بالتنقل من بيتها الى مقر تعليمها أو الى عملها أو الى قضاء أي من مستلزمات الحياة أو حتى للزيارات وذلك مع سائق ليس بمحرم لها وهنا تكمن الكارثة الكبرى.
فالرجل هو المسئول الأول عن المرأة سواء كان أبآ لها أم زوجآ أو حتى أخ وهو من عليه القيام بأيصالها لقضاء حوائجها وليس هذا الرجل الغريب .
لقد تقاعس وتهاون الكثير من الرجال عن هذه المسألة فكانت بداية مشكلة حقيقة في مجتمعنا المسلم المحافظ ، نتج عنها الإختلاط والخلوة الغير شرعية بل وصل الأمر الى أن تكون المرأة صاحبة حرية مطلقة نتج عنها تقصير كبير في حق الأطفال والزوج والبيت .
لقد استحدثت هذه المشكلة في مجتمعنا فكانت البداية المطالبة بإخراج المرأة من بيتها لتطلب العلم ومن ثم لتكون عاملة أو موظفة لتشارك في بناء حضارة المجتمع وكحق أساسي من حقوقها. وبعدما تحقق ذلك المطلب ظهرت الحاجة الى تأمين وسيلة نقل لها فكانت بداية مشكلة السائقين الخاصين والإشكالات الشرعية والأخلاقية والإقتصادية .
وعندما تفاقمت المشكلة .. يّدعون بأن الحل هو السماح للمرأة بقيادة السيارة ليتم القضاء على مشكلة أكثر من خمسة ملايين سائق خاص.
ما نلاحظه هنا أن الحلول التي تطرح هي خطأ يجر الى الأخطاء أو بوصف أقرب الى الواقعية أن مايطرح من حلول هي تشبه وتقليد بمجتمعات غربية ليست كمجتمعنا . هل يريدون حضارة وتقدم كحضارت الغرب إذآ فليعلموا أنه لن يكون ذلك الا أذا كان أفراد مجتمعنا كأفراد مجتمعهم .
الحقيقة التي يجب علينا جميعآ ان نعلمها جيدآ أن مجتمعنا يسير على خطى التغريب وجميع المشاكل التي تطرأ سيتم الرجوع فيها الى الحلول الغربية ليتم حلها وليستمر السير على طريق الحضارة الغربية ونموها الأقتصادي المزعوم .
المرأة والتغريب
اترك تعليقا