وعي العميل وجشع المنظمات

محمد زايد البلوي

الحمد لله وبعد…
انها وصمة عار تقبع في جبين كل منظمة تدعي الأخلاقية  وتخرج متبجحة علينا بدعايتها وإعلاناتها المتتابعة للتأثير على سلوكنا الشرائي مدعية الإهتمام بنا وتلبية رغباتنا وحاجاتنا  وإشباعها ,والمتتبع لهذا كله  يعلم ان ذلك سراب يتبعه  الضمآن  يحسبه ماء,
إن الناظر إلى (العميل العربي) يعلم انه مغلوباً على أمره  خصوصاً مع ضعف الرقابة والتشريعات والقوانين, وأن هذه المنظمات تسرح وتمرح لا تجد لها رادع وهي تقول لنا كما قال فرعون
(ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم  إلا سبيل الرشاد)

ووعي العميل هو القادر على وقف هذا الطوفان ألا أخلاقي, وللحد من هذه الظاهرة ألا اخلاقية لابد من توعية العميل وتثقيفه
يشكل وعي العميل فارق كبير في الحد من جشع المنظمات وعدم احترامها للعميل والتزامها بإشباع حاجاته ورغباته بشكل يرقى لإنسانيته وما ينتظرها منه ويستحقه

ماذا نقصد بوعي العميل:
عندما يكون العميل على دراية بأهميته وتأثيره على هذه المنظمات  وعند معرفة العميل أنه الحلقة الأقوى في هذه المعادلة , لذلك ستجبر المنظمات  بالأخذ  بعين الاعتبار أنها تتعامل مع عملاء واعيين ويعلمون جيدآ حقوقهم  وايضا  يعلمون مستوى الجودة المقدمة التي يريدون  والتي يطمحون لها.

نحن نرى في ( الوطن العربي) بعض المنظمات التي لا يهمها  إلا تحقيق الربح من بيع  منتجاتها سواء سلعة أو خدمة وهي تشكل أبشع صورة لاستغلال ضعف الوعي لدى العميل والأكثر احباطآ رؤيتنا أن هذه المنظمات تُحسّن  من منتجاتها ( استجابة لعامل التنافس) بينها وبين المنظمات المشابهة لها, وحال هذه المنظمات يقول: العميل آخر همنا, نحن هدفنا الربح فقط,

إنها أزمة أخلاقية بلا شك لا تنبأ بخير.

والكفيل في كبح جماح هذه المنظمات  وتغيير نمط تفكيرها هو ( وعي العميل) مدعوما بشيء رادع كقانون وتشريعات  ,تحفظ ان يصل لهذا العميل المغلوب على أمره  المنتج في أفضل حالة له وجودة يستحقها العميل
( فالعميل هو المقصود الأول عند نشأة  هذه المنظمات وبفضله من بعد الله تأتي الأرباح لهذه المنظمات)
بعد كل هذا التنظير  والكلام كان مدخل لفكرة  تلمع في ذهني  وهي تكوين (نقابة مدنية مجتمعية)  على غرار ( حماية المستهلك الهشة التي لم نرى لها أثر ناجع)
وهذه النقابة المدنية المجتمعية تعنى في متابعة المنظمات وجودة منتجاتها وتمثل خط  دفاع  أول للحد من جشع المنظمات التي تحاول هضم حق العميل  بتمتعه في منتج جيد يملك جودة عالية

* مهام هذه النقابة:
1-زيادة وعي العميل بحقوقه وبيان اهميته لدى المنظمات
2-متابعة المنظمات وتقييم منتجاتها
3-استقبال شكاوي العملاء والعمل على حلها
4-إجبار الشركات الكبيرة على القيام بتقديم الخدمات المجتمعية
وغيرها الكثير من المهام  لهذه النقابة التي ستتبلور في المستقبل

في نهاية هذا الموضوع  لن يكون هناك أحد خاسر في هذه المنظومة, العميل سيكون قد حصل على ما يستحقه كإنسان,

والشركات سوف تجبر على تطبيق الجودة الشاملة  أخذه بعين الاعتبار( رضا العميل بالمقام الأول وليس تطبيق جودة شاملة لتقليل التكاليف فقط)

المصدر: كتبه محمد بن زايد البلوي

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version