من أسباب التوفيق للعبد سلامة الصدر. قيل للنبي ﷺ: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لاإثم فيه، ولابغي، ولاغل، ولاحسد”. والقلب المخموم هو القلب النظيف النقي الذي لايحمل غل أو حقد على أحد ،فما أجمل أن ننقي سرائرنا لكي ننعم بسلامة الصدر فنصفح ونتغاضى عن أخطاء الآخرين ونترفع عن الرد على القيل والقال ، أصحاب النوايا السيئة لن يذوقوا نعيم الدنيا لأنهم مشغولون بالخصومات والمشاحنات مع الآخرين ، أما أصحاب النوايا الطيبة فسينعمون براحة البال في الدنيا وفي الآخرة ، لأن سلامة الصدر نعيم من نعيم أهل الجنة ، ومن سلامة الصدر أن تحسن الظن بالآخرين فلا تبحث عن هفواتهم وأخطائهم ، وتتغاضى وتتناسى وتسامح لأن الله سيأجرك على تحملك الإساءة ، مسامحتك ستظهر لهم معدنك الطيب وسيندمون على الخطأ الذي إرتكبوه في حقك ، إذا كنت أنت المُخطيء إعتذر وقدم مُبرراتك ولاتندم على طيبتك ونيتك الصادقة ، وإذا كان هو المخطيء إسعى للصلح فيما بينكم وستؤجرعلى محاولتك الإصلاح ، ماأجمل أن نظن بالآخرين خيراً ، وماأجمل أن نجعل قلوبنا بريئة كبراءة قلوب الأطفال لاتعرف الحقد ولاتحمل الضغينة ، هنيئاً لأصحاب النوايا الطيبة المتسامحون هم من سينامون على وسائدهم قريري العين لأن قلوبهم طاهرة نقية لايليقُ بها أن تحمل ذرة حقد قد تشوه ذلك النقاء والطُهر ، فعلى قدر صلاح النوايا تأتي الهبات والعطايا فلنجعل نويانا طاهرة نقيّة لتمطر بسحائب الرحمة والمحبة على ارواحنا فتنزع منها كل مايشوه نقائها وطهرها ، قد يقابلك المُتلون والمُتصنع لكن عامله بمايظهره لك إستحضر نيتك الطيبة في تعاملك مع الآخرين ،بحسن ظنك بالله ونيتك الطيبة سيختار لك الله الطيبون أمثالك ، فالنية الصالحة تقود صاحبها إلى مواطن النقاء والصفاء ، وهذه أعلى درجات سلامة الصدر ، يقال قديماً (النية مطية) فأحسنوا إختيار مطاياكم .
الكاتبه / سلمى يوسف البلوي