لماذا .. الحزم .. و رعد الشمال

طلال البلوي

إن الشرق الاوسط ومعظم دوله العربية الاسلامية في وضع اليوم يرثى له
وكذلك المستقبل الغامض الذي يهدد كل شي فيه
من شعوب واقتصاد وآمن ومؤسسات ودول

كان في الاساس مجتمع موحد له هويته الاسلامية
باختلاف الاعراق واللهجات والثقافات
الدين واحد والهدف واحد .
فكان يغلب وصفه بالمجتمع الاسلامي فكانت الدول كدوله واحدة يجمعها الدين والمفاهيم والعقيدة الصحيحة والمصالح المشتركة .
وكان بداية مفترق الطرق بداية التقسيم والتجزءه التي حدثت عام 1916ميلادي
وكذلك التدخل المباشر في بعض الدول المولودة حديثآ كالإستعمار
أو التدخل الغير مباشر بدعم الحاكم الجديد …أنها ….
وفق اجندة يقوم هو بتطبيقها على المجتمع
من الانفتاح والحريات الدينية وفصل الدين عن نظام الحكم واتباع النهج الغربي بحتيآ وبكل الأوجه
والأهم استغلال ثروات هذا البلد لدعم تنمية البلد المستعمر.
فبدأت بعض الدول بالخروج من الثوب الاسلامي ولبست رداء الرأسمالية أو الاشتراكية واللإلحادية
ولا ننسى القومية العربية أيضآ ،

فضاعت الخطا وتفكك المجتمع واصبح المواطن فيها كالغريب وسط أهله أو كمن لا هويته له
فاصبح …وآمسى… المسلم الذي يقوم بأداء الصلاة والتي تنهاه عن المنكر.. فيرى المنكر أمامه في كل مكان في بلده ..
وكل ما يحرمه الشرع يبيحه المجتمع .

واصبحت التمنية لاتتطور
برغم مرورأكثر من قرن من الزمان وكذلك الإستنزاف المباشر للموارد الطبيعية
وبدون عائد يذكر للتنمية والاقتصاد وايجاد الحياة الكريمة للفرد في المجتمع .
مرت السنين والجميع في هذه الدوامة المفتعلة من الغرب وتحت موافقة بعض الحكام أرباب المصالح وحماة الفساد والمحسوبيات
ولكن ما جهله الجميع بأن لكل بداية ستكون هناك نهاية ؟
ماحدث اليوم في عالمنا العربي هو انفجار مصدره المواطن البسيط الذي ظل وظل ينتظر التغيير للافضل
وللعودة لهويته الام والعدل ..والمساواة.. والجسد الواحد المسلم …والحياة الكريمة
وتوفر كل ماهو ضروي للعيش كإنسان عادي .
كان بداية الثورات من هذا المنطلق فكانت اشارة الخطر تدق ابواب اهل السياسة في الغرب المستغل لنا.
دق ناقوس خطر العملاق الإسلامي ويبدو أنه سيصحوا من غفوته فتدارك الغرب ذلك واستغلو اضعف نقطة في المجتمع المسلم
كما كانت تستغل سابقآ في صدر الاسلام ومع باقي دول الخلافة وهي الخروج على ولي الآمر .
فالحل الجذري لمشاكل المجتمعات المسلمة هو الاسلام والدين وتعاليمة وفهم الغرب ورئى أنه هو السلاح ذو الحدين ……!
فكان الحد الأخر هو الخوارج الذين خرجوا على مذهب وتعاليم وإتفاق اهل السنة و الجماعة
كانت الخوارج من بداية ظهورها تقوم بأفعال على الارض وباعمال فردية تكسبها المصالح وتمكنها على حساب أي شيء أخر وبحجة و بإسم الدين ..
تحارب الإسلام بالإسلام
فيحاربون بإسم الجهاد (واساس الجهاد لإعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله )
وهم يقتلون المسملين بدون تفرقة ويقتلو العلماء ومن على الى مرتبة الإيمان كبيرآ كان أم صغير وكلا الجنسين
لكسب مصالح ومناطق على الارض بسبب معارضتهم أو مقاومتهم او حتى عدم الإنصياع لفكرهم
ويبطشون بالجميع بدون تفرقة بحجة إرهاب العدو والإثخان في الارض وهو أقرب مايكون الى الإجرام والغدر والإرهاب .
قامت الدولة اللا إسلامية (داعش) بإعلانها عن قيامها كدولة وبنفير الجهاد فتهافت عليها الخوارج والجهلة والأبرياء على حد سواء
ومن جميع دول العالم وتحت العين الغربية وبدعم من مخابراتها وبمحاباة من بعض دول المنطقة
فصنع هنا سلاح بإسم الإسلام المزيف والمراد منه ان يقتل به الإسلام وكل ما له صلة بهذا الدين
والحجة الاعمال الإجرامية المنافية للفطرة السليمة التي يقوم بها محاربو داعش الكفر..
لو أن لهؤلاء الجهلة عقل لنظروا الى عهد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والى الصحابة من بعده هل قامو بفعل ما يقومون اليوم بفعله .

وقع ما وقع وانفجر هذه السلاح السري في المنطقة وبدأت الحرب … وأستنفر الغرب الخائن بحلفاءه …..
وأنشأ تحالف اكثر من ثمانين دولة لحرب داعش وهزيمتها
ومرت سنتان ولم ينجحوا بذلك هل لأنهم لايريدون أم لأ نهم لايستطيعون ؟
بل يستطيعون …!
ولكن قبل ذلك لابد من تحقيق الهدف الاساسي وهوالإنهاء على ما بقي من هذا الكيان الإسلامي
وللقضاء على كل من يحاول اعادة بناء هذه الآمة إقتصاديآ وسياسيآ وعلميآ
فما زالت الحضارة والثقافة والتقدم العسكري والعلمي والإقتصادي للعالم الاسلامي فيما مضى
عقدة بالنسبة لهم
وكذلك الموارد الهائلة المخزونة في هذه المنطقة
والتي يقوم على أساسها نظام العالم الإقتصادي .
فأصروا بأن يكونوا هم التاجر لكل شي وأنت المستهلك أيضآ لكل شيء .

فليعلم العالم الإسلامي بأنه إذا لم يقم في الوقت الحالي للإستفاقة من الضربات التي وجهت له
فستكون نهايته ستستمر لعقود أو لقرون قادمة واذا بقي نهج السياسة العالمية على هذا الرتم
فسيكون هناك دويلات ستولد من جديد وستكون هناك مشاكل وقضايا عديدة كالقضية الفلسطينية فالمنطقة
وسيصل الأمر الى مسألة الوجود من عدمه .

اليوم سقط قناع الزيف عن دول الممانعة التي تتشدق منذ عقود بالمقاومة للمحتل والوقوف بوجه الغرب واطماعه
وتبين أنها سلاح ضد الجميع حتى ضد نفسها .
وأما دول الإعتدال فقد حان دورها لتسقط ! ( عند الغرب )
لأنها الكيان الأخير المتبقي في هذا الجسد المقاوم فقد أحرجت الجميع بتعاملها وسياستها مع القضايا الدولية
وخاصة اليوم في ظل هذه النكسات في المواثيق والأعراف الدولية والقانون الدولي برمته فقد أحسنت التعامل بالعلاقات والتبادل العادل في كل شي والتخاطب بالمنطق السليم العاقل الذي يحفظ لهم حقوقهم وحقوقنا على حد سواء .

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version