رب أسرة مُتعفف يقول: تواصل معي أحد المُحسنين ليعطيني ماقسمه الله لي عنده قال لي : إذهب إلى المكان الفلاني سوف تجد صدقتك هناك ، حز في نفس هذا المُتعفف أن يذهب بنفسه ليآخذها ، عفة نفسه وكرامتها منعته من الذهاب ، لم يخطر على بال هذا المُتصدق أنه بتصرفه هذا حرم المُتعفف من أخذ صدقته التي قد يكون في أمس الحاجة إليها لكن كرامته فوق كل شئ ، نحسبهم أغنياء من التعفف ، فيا أيها المُتصدقون تلطفوا بصدقاتكم عليهم ، قدموها لهم بأنفسكم وبنفس طيبة كريمة ، لاتطلبوا منهم أن يأتوا بأنفسهم ليأخذوها منكم، حتى لايشعروا بالإنكسار والإذلال ، أعتبروهم ضيوف قد ساقهم الله إليكم،أكرموا ضيافتهم وقدموا لهم أفضل وأطيب ماعندكم ،راعوا مشاعرهم و إجبرواخواطرهم بكلمات وعبارات تخفف عنهم ذل الحاجة ، هم أحوج مايكون لمواساتهم معنوياً قبل مادياً ، أبعدوا عنهم شعور ضيق ذات اليد التي أثقلت كواهلهم ، وأخبروهم بأن الله وحده كفيل برزقهم وتغيير حالهم إلى الأفضل ، وأن العسر بمشيئة الله سيأتي بعده فرج ويسر ، لملموا جراحهم وأحتووهم بكرم عطائكم ، إستشعروا قيمة هذا العمل الإنساني الذي قدمتموه ، وأحتسبوا أجره وثوابه من الله تعالى ، إستمتعوا بلذة العطاء والسعادات التي ستشعرون بها في تلك اللحظات التي ستجدون أثرها عاجلاً قبل آجلاً ، لاتحرموا أنفسكم من البذل والإنفاق طالما لديكم قدرة على ذلك ، وأحمدوا الله الذي مَنَّ عليكم بفضله وكرمه لتجودوا به عليهم ، وأن صدقتكم عليهم ليس تفضلاً منكم عليهم ، بل الله هو الذي أختاركم وأرسلكم إليهم لتكونوا سبباً لإسعادهم وإ دخال السرور عليهم ، جملوا صدقاتكم بالإحسان والرحمة لا بالذل والمهانة ، تذكروا أنكم أنتم من يحتاج الصدقة وليس هم ، وتذكروا أنكم تقدموها لله قبل أن تقدموها لهم .
بقلمي /سلمى يوسف البلوي
تصدقوا بلطف !
اترك تعليقا