إستوقفتني هذه العبارة كثيراً وأيقنت أنها لا تصدر إلا من أصحاب العقول العقيمة التي لاتعي لما تقوله مع الأسف لازالت بعض هذه العقليات تعيش في مجتمعاتنا ، لا أعلم ما المقصود بالهمّ هل هو همّ التربيه !أم هَمّ توفير متطلباتهم !أم هَمّ تزويجها! البنت أصبحت بين خيارين إما أن تتوظف ، وإما أن تتزوج ،وإذا لم توَفّق إلى إحدى الخيارين فهي همّ على أهلها ،ألا تعي هذه العقول أن الأرزاق بيد الله تعالى ،وليس بيد هذه البنت المسكينة ،وأن الله هو من يرزقها الزوج والوظيفه ،كل أقدارها بيد الله تعالى يرسلها إليها كيف يشاء ،ومتى يشاء ،وإن أخّر عنها شيء فلحكمة يعلمها وحده، البنات والبنين جميعهم نعمة من الله تعالى ،وإذا أحسنّا تربيتهم ففيهم الخير الكثير ،الأبن يكبر ويُكون أسرة وتكون عليه إلتزامات بحكم القوامةالتي كلفه الله بها، لكن البنت حينما تحصل على وظيفة يكون همها توفير مستلزماتها ومستلزمات أهلها والزوج لاعلاقة له بذلك راتبها تصرفه كيف ماتشاء،البنات هن المؤنسات للوالدين، ولا أنس في الدنيا من غير البنات ،هن البركة والعون، وقرة العين، لمن أجاد تربيتهن، وأحسن معاملتهن، رياحين للقلوب بما وهبهن الله من رِقة وحنان وإحسان، وقدرة هائلة على العطاء والتضحية، رفقاً بالبنات فوالله أن يعشن مكرمات ملكات في بيوت والديهن أفضل من أن يعشن مهانات عند أزواج لايعرفون قيمتهن، تأخر زواج البنت كلها أمور بيدالله تعالى متى ما أراد الله كتب لها النصيب سواء زواج أو وظيفة. سأسرد لكم قصة واقعية حكتها لنا إحدى الأخوات تقول إحداهن لديها ثمانية بنات وولد كان المقربين إلى الزوج يحثونه على الزواج بأخرى لكي يرزق باأولاد أكثر ،رغم أن الزوج هو المسؤول عن هذا الأمر بعد إرادة الله تعالى لكن الزوج لم يلقي بالاً لما يقولون ومرت السنين ،وكبرن البنات وألتحقن بوظائف فقرر شراء مسكّن لوالديهن أتممن موضوع شراء المسكّن دون علم والديهن ، وقمن بتأثيثه وعند الإنتهاء أصطحبن والديهن وذهبن بهم إلى المسكن الجديد، كانت فرحة الوالدين لايعادلها فرحة ،لقد أدخلن السعادة إلى قلوب والديهن ، فلا يوجد سعادة في الدنيا تعادل سعادة الوالدين تمنى الوالدين أن يأتي كل من كان يعايره بكثرة البنات لكي يروا ماذا فعلوا له البنات! وكيف حققن لوالديهن حلم قد يكون يراودهم من سنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجابًا من النار) أي فضل وأي نعمة ستجود به البنت على والديها حينما يربيها تربية صالحة تكون لوالديها حجاباً من النار ،وتكون له سبباً لدخول الجنة، البنات والأولاد جميعهم نعمة من الله تعالى وهم زينة الحياة الدنيا ،اللهم قر أعيننا بصلاحهم وبرهم وإجعلهم مباركين أينما كانوا.
بقلمي : سلمى يوسف البلوي