الحسد وما أدراك ما الحسد ، مرض عُضال إستشرى في مجتمعاتنا ، البعض حينما يسمع بأن فلان رزقه الله بخير لا يفرح له بل يحسده على هذا الخير والبعض يردد (صحيح الدنيا حظوظ ) هذه ليست حظوظ الدنيا بل رزق ساقه الله إليه ، فنجده يشغل نفسه بالتفكير من أين جاءه هذا الخير وكيف حصل عليه ،والله إنها نار الحسد التي تشتعل في داخله ،الحسد من الصفات الذميمة التي نهانا الله تعالى عنها في كتابه الكريم ،وأحاديث كثيرة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تحذرنا من عقوبة التحلي بهذه الصفة الذميمة التي تجعل صاحبها منبوذ من الآخرين ، فيكرهون مجالسته والإختلاط به ، والحسد أنواع ،حسد محمود ،وحسد مذموم ،المحمود هو تمني النعمة التي عند الغير دون زوالها عنه، والنوع المذموم تمني زوال النعم التي عندالغير والحصول عليها وهذا النوع يدمر صاحبه قبل أن يدمر من حوله ، الحسد مرض من الأمراض العُضال التي إبتلى الله بها قلوب البعض ودوائها هو الرجوع إلى الله ،والرضى بما قسمه الله لنا ، والواجب على المسلم أن يحب لأخيه مايحب لنفسه فإن سمع أن أخيه رزق بخير فليدعي له بالبركة والزياده ولا يغبطه على هذا الرزق ، الله سبحانه تعالى حينما أوجدنا على هذه الحياة كتب علينا أقدارنا وقسم لنا أرزاقنا متفاوتين فيها ،منا المُعسر، ومنا من وسع الله عليه رزقه ، لحكمة هو يعلمها ، قال الله تعالى: “ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضًا سخريًّا”رفع الله درجات عباده بالرزق ليشعر الغني بنعم الله عليه ويحمدالله عليها ، والفقير يعرف أن هذا إبتلاء من الله فيصبر ويحتسب لينال أجر الصابرين ، وتفسير سخرياً أي يعمل عنده ويأخذ أجرة مقابل ذلك العمل ولينتفع هذا من هذا ، لتستمر الحياة على هذا الحال إلى أن يشاء الله ، فهو سبحانه وتعالى يعطي ويمنع لحكمه هو يعلمها ، وكل شيء عنده بقدر ، يبسط رزقه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء ، الرضى بما قسم الله لنا من رزق يولد شعورالطمأنينة والراحة ، والحسد يجلب للنفس الهم والكدر ، شكر الله حتى على أبسط النعم يديمها ويبارك فيها ، أن نرضى بماعندنا خيرٌ من أن ننال كل ما مانرغب به، تذكرت مقولة أو مثل تردده أمي حفظها الله ( من عليه شر الله يزيله ومن عليه خير الله يزيده ) تمني الخير للغير يدل على نقاء السريرة وطهارة القلب وأخيراً إذا بحثنا عن السعادة سنجد أن مفتاحها القناعة والرضى بما قسمه الله لنا.