الصفحة الرئيسية مقالات وهذا لسانٌ عربيّ مبين

وهذا لسانٌ عربيّ مبين

0 تعليقات 0 مشاهدات
A+A-
إعادة ضبط

اليوم هو الثامن عشر من شهر ديسمبر/ كانون أول
وهو اليوم العالمي للّغة العربية
لغتنُا التي اختارها الله لغةً القرآن
قال تَعَالَى : { وَلَقَدْ نَعْلَم أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمهُ بَشَر لِسَان الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَذَا لِسَان عَرَبِيّ مُبِين }

ومهما اختلفت لغة المسلمين فإن الشهادة يجب أن تلقن بالعربية ، لأنها أساس الدين المتين ، وسراجه المنير ، وهي التي تقول عن نفسها كما وصفها شاعر النيل حافظ إبراهيم :

وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدّرّ كامن
فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي
..

لكن مما يدعو إلى الحزن هو ملاحظة
تراجع الاهتمام باللغة العربية، وقلّ استخدام مفرداتها، فبعض الدراسات النقدية قدّرت عدد المفردات والمواد اللغوية التي تستخدم في القرن العشرين بعشرة آلاف مفردة لغوية فقط، وحُصرت هذه الدراسة على بعض الأدباء، والكتّاب، واللغويين وكان من أبرزهم الأديب المصري “عباس محمد العقاد” الذي يعد من أكثر الأدباء والكتّاب غزارة في الإنتاج الأدبي والنقدي، فقد كتب في الشعر والأدب، والفلسفة، والعلوم، والفنون، وغيرها من الاهتمامات اللغوية التي كان يهتم بها، ومع ذلك رُصدت مفرداته ومواده التي استخدمها، فلم تزد على عشرة آلاف مفردة لغوية، وهذا يدل على أن هناك تراجعاً في استخدام العربية، وأن الضرورة تقتضي أن يُعاد النظر في العربية كلغة حية منطوقة لدى شعوب كثيرة في العالم.
وهذا مانشهده في مواقع التواصل الاجتماعي من كتابة التغريدات باللغة المحكيّة ( العاميّة ) وهذا مايشي إلى ذبول اللغة العربية الفصيحة على ألسن الأجيال القادمة .
كيف لانعرف قيمتها وقد غاص المستشرقون في بحرها وقالوا عنها:

« واللغةُ العربيةُ لغةٌ موسيقيّةٌ للغايةِ، ولا
أستطيعُ أن أقول إلاّ أنها لا بُدَّ أنْ تكونَ لغةُ الجنّةِ ».
المستشرقة الألمانية ماري شميل.

و قال المستشرق الفرنسي رينان : «
من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال
وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ
مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار
حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها
وانتصاراتها التي لا تُبارى ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين
كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة »

..هناء العرادي

تنبيه

في حال وجود ملاحظة أو تعديل على الموضوع الرجاء كتابة تعليق في الأسفل

اترك تعليقًا

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الكاتب

موقع قبيلة بلي الرسمي، تأسس عام 2000، يُعد أول منصة إلكترونية تهتم بتوثيق تاريخ وحاضر قبيلة بلي. أسسه عبدالمنعم البلوي ليكون مرجعًا موثوقًا للباحثين والمهتمين بتاريخ القبيلة. يضم الموقع أرشيفًا غنيًا بالوثائق، والمقالات، والصور النادرة.

اختيارات المحررين

أحدث المقالات

جميع الحقوق محفوظة © لموقع قبيلة بلي الرسمي – تأسس عام 2000 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. موافق اقرأ المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00