فن التغابي! من يملك فن التغابي سيظفر بالراحة النفسية وسيعيش حياته مرتاح البال وسيجد له قبول عند الآخرين، فما أجمل أن نعيش بقلوب نقية لاتحمل حقداً ولاغِلً ، قلوب طاهرة نتمنى الخير لغيرنا كما نتمناه لأنفسنا ،لا نتتبع عثرات وهفوات الآخرين نتغابى أحياناً ونتجاهل أحياناً أخرى ، نصّم أذاننا عن القيل والقال ممن إبتلينا فيهم في هذا الزمان ، البدو قديماً كانوا يرددون مثل (عدوك نقال سوك)أي أن من ينقل لك كلام عن شخص إغتابك في غيابك هذا هو عدوك الحقيقي فكم دُمرت بيوت وتفككت أسر بسبب نقال السوء هذا، بالتأكيد طالما أنه نقل لك كلام سينقل عنك كلام لا تأمن له أبداً ، هو لا يعلم عن الألم الذي سببه لك لقد دمر علاقتك مع صديقك بعد أن كنت تكنّ له الحب والإحترام ،أصبحت تُكنّ له الكراهية والحقد ، لا أدري ماذا يريد من وراء فعلته هذه، المسامحة والعفو من شيم الكرماء فلما لا نجعل هذه الصفات نبراس في حياتنا كي ننعم بالراحة فلا نحقد ولا نحسد ،ولا نحمل في قلوبنا إلا الخير والحب والسلام ، نحن نعيش في دار عبور سنعبرها وسنرحل عنها ولن يبقى لنا إلا الأثر الطيب فلنحسن العبور، فسلامة الصدر نعيمٌ من نعيم أهل الجنة فمن سلم صدره لإخوانه عاش مرتاح البال قرير العين وهذه من نعمِ أهل الجنة، لاتترك في قلبك ذرة مثقال من غلٍ أو حقد ، حتى وإن أسأوا إليك تغافل و سامح وأغفر لوجه الله تعالى ، لا تشغل نفسك بتتبع الآخرين إنشغل بنفسك وصحح عيوبك قبل عيوب الآخرين ، عش حياتك على مبدأ إن لم تنفعني لن تضرني إلا بشيئاً قد كتبه الله لي ،إجعل قلبك عامراً بحب الله وعش حياتك كما يحلوا لك بحدود رضاء الله ثم رضائك عن نفسك ،الحياة جميلة فلنعيشها بقلب نقي ونظيف وإبتسامة جميلة ونفسٌ متسامحة هذا هو جمال الحياة الحقيقي.
بقلم / سلمى يوسف البلوي